تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

شهدت عدة مدن إسرائيلية، مساء السبت، مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف المحتجين للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة، في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي من استمرار العدوان الذي تقوده حكومة بنيامين نتنياهو منذ أشهر، دون تحقيق أهداف واضحة، وسط خسائر بشرية ومادية متزايدة.

تل أبيب تشتعل: "كفى للحرب... كفى للدمار"

في ساحة "هبيما" وسط تل أبيب، احتشد آلاف المتظاهرين رافعين لافتات كتب عليها "كفى للحرب"، و"أعيدوا الجنود الآن"، و"نتنياهو يقودنا إلى الهاوية". وردد المحتجون شعارات تطالب بوقف العدوان على غزة، وإيجاد حل سياسي ينهي دوامة العنف المستمرة. كما شهدت مدن حيفا وبئر السبع والقدس الغربية احتجاجات مماثلة، شارك فيها نشطاء سلام وأسر جنود أسرى لدى المقاومة الفلسطينية.

انقسام داخلي يعصف بالكيان الصهيوني

تعكس هذه المظاهرات حجم الانقسام الداخلي الذي يعيشه الكيان الصهيوني، حيث تتزايد الانتقادات لحكومة نتنياهو بسبب ما يصفه معارضوه بـ"الفشل الذريع" في إدارة الحرب، وغياب الرؤية السياسية، واستمرار الاحتلال والعدوان دون أفق للحل. ويرى مراقبون أن الشارع الإسرائيلي بدأ يدرك أن القوة العسكرية وحدها لن تحقق الأمن، وأن استمرار العدوان على غزة لا يجلب سوى المزيد من الدماء والعزلة الدولية.

الاحتلال يخسر المعركة الأخلاقية

في ظل تصاعد أعداد الشهداء في قطاع غزة، ومعظمهم من النساء والأطفال، بدأت قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي تشعر بالحرج من الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال. وقد أظهرت استطلاعات رأي حديثة تراجعًا في شعبية الحكومة، وارتفاعًا في نسبة المؤيدين لوقف إطلاق النار والتفاوض على صفقة تبادل أسرى.

حكومة نتنياهو في مأزق

تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة من الداخل والخارج، حيث تتعالى الأصوات المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، ومحاسبة المسؤولين عن استمرار الحرب. وفي الوقت الذي يواصل فيه الكيان الصهيوني عدوانه على غزة، يبدو أن جبهته الداخلية بدأت تتصدع، ما قد يسرّع من نهاية هذه الجولة الدامية من الصراع.