تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

في تطور خطير يعكس تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وجّه الحرس الثوري الإيراني تهديدات مباشرة باستهداف أمريكيين في المنطقة، ردًا على ما وصفه بـ"الاعتداءات المتكررة" من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، وعلى رأسهم الكيان الصهيوني، وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الإقليم حالة من الغليان السياسي والعسكري، وسط تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وتزايد الضغوط على طهران بسبب دعمها العلني للمقاومة الفلسطينية.

تهديدات مباشرة: الحرس الثوري يرفع سقف المواجهة

قال مسؤولون في الحرس الثوري، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، إن "أي اعتداء على مصالح إيران أو حلفائها في المنطقة سيُقابل برد قاسٍ ومباشر"، مؤكدين أن “الوجود العسكري الأميركي في المنطقة بات هدفًا مشروعًا في حال استمرار العدوان”، وأضافوا أن "الرد لن يكون محدودًا، وأن القوات الأميركية في العراق وسوريا والخليج ليست بمنأى عن الاستهداف".

خلفية التوتر: دعم أميركي مطلق للكيان الصهيوني

تأتي هذه التهديدات في ظل دعم أميركي غير مشروط للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، حيث وفّرت واشنطن غطاءً سياسيًا وعسكريًا للاحتلال، ومنعت صدور قرارات دولية تُدين جرائمه بحق المدنيين، وتعتبر طهران أن هذا الدعم يشكّل امتدادًا لسياسة "الهيمنة الغربية" التي تستهدف محور المقاومة، وتغذي الصراعات في المنطقة.

الكيان الصهيوني في قلب المعادلة

يرى مراقبون أن تهديدات الحرس الثوري لا تنفصل عن الصراع الأوسع مع الكيان الصهيوني، الذي تتهمه طهران بالوقوف خلف عمليات اغتيال طالت علماء إيرانيين، وبتنفيذ هجمات سيبرانية وتخريبية داخل الأراضي الإيرانية، كما تتهمه بلعب دور محوري في تأجيج الحروب الإقليمية، من لبنان إلى سوريا، ومن غزة إلى اليمن.

واشنطن ترد بحذر... والمنطقة على صفيح ساخن

في المقابل، لم يصدر رد رسمي فوري من الإدارة الأميركية، لكن مصادر في البنتاغون أكدت أن القوات الأميركية في المنطقة "في حالة تأهب قصوى"، وأنها “تراقب التهديدات الإيرانية عن كثب”،ويخشى مراقبون من أن يؤدي أي تصعيد ميداني إلى اندلاع مواجهة إقليمية واسعة، خاصة في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية في العراق وسوريا والخليج.