تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

منذ أكتوبر 2023، عانت غزة من عدواني صهيوني غاشم متواصل، أسفر عن استشهاد أكثر من 53 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 121 ألف آخرين. وقد حذّر برنامج الغذاء العالمي من مجاعة وشيكة بسبب الحصار الإسرائيلي الشامل منذ مارس 2025، مما أدى إلى قطع الإمدادات الأساسية. في هذا السياق، برزت جماعة أنصار الله في اليمن كفاعل إقليمي يرد على أعمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني المحاصر والأعزل في غزة. ومن خلال استهداف البنية التحتية الإسرائيلية الحيوية، مثل مطار بن غوريون، يهدف "انصار الله" إلى تعطيل الآليات التي تُمكّن من استمرار إبادة وحصار غزة.

تنفيذ تكتيكي: ضرب شريان الحياة الجوي لإسرائيل

في 4 مايو 2025، أطلق "أنصار الله" صاروخًا باليستيًا سقط قرب المبنى رقم 3 بمطار بن غوريون الدولي، مُمثلًا تصعيدًا كبيرًا في إسناد الجماعة لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية. ورغم وجود أنظمة دفاع جوي إسرائيلية وأمريكية متطورة، بما في ذلك آرو وثاد، إلا أن الصاروخ أفلت من الاعتراض، مما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص وتعطيل مؤقت لعمليات المطار. وأعلن "أنصار الله" مسؤوليتهم عن الهجوم ردًا على حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، وهددوا بفرض حصار جوي كامل على المجال الجوي الإسرائيلي.

الأثر العملياتي: تعطيل الطيران الإسرائيلي

أدت الضربة الصاروخية إلى تعليق فوري للرحلات الجوية في مطار بن غوريون، مع تحويل الرحلات القادمة إلى مطارات بديلة في قبرص والأردن. وألغت شركات طيران دولية كبرى، بما في ذلك الخطوط الجوية البريطانية ولوفتهانزا والخطوط الجوية الفرنسية، خدماتها من وإلى تل أبيب، مما يعكس مخاوف أمنية ومسؤولية جسيمة. وتُبرز هذه الاضطرابات مدى ضعف البنية التحتية الحيوية لإسرائيل وفعالية استراتيجية "انصار الله" في تحدي التفوق الجوي الإسرائيلي.

التداعيات النفسية والاستراتيجية

للضربة الناجحة قرب مطار بن غوريون تداعيات نفسية جسيمة، إذ قوضت الثقة بقدرات الدفاع الصاروخي الإسرائيلية. يُظهر الهجوم قدرة "أنصار الله" على إبراز قوتهم لمسافات بعيدة، مما يُشكك في مفهوم الحصانة الإسرائيلية. قد يُجبر هذا التحول في المشهد الاستراتيجي إسرائيل على إعادة النظر في موقفها العسكري ومواجهة الديناميكيات الإقليمية الأوسع التي تُؤجج الصراع.

رد مدروس على العدوان المستمر

تمثل ضربات "أنصار الله" على مطار بن غوريون ردًا مدروسًا على جريمة الإبادة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا والمستمرة في غزة منذ 596 يوما. فمن خلال استهداف رمز للتواصل الإسرائيلي وحيويته الاقتصادية، يهدف "أنصار الله" إلى زعزعة الوضع الراهن ولفت الانتباه الدولي إلى جريمة الحرب التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني.