تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تطور لافت على مستوى التصعيد الإقليمي، أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيين)، اليوم الأحد، أنها ستنفّذ خلال الساعات المقبلة عمليات عسكرية جديدة ضد مطار "اللد" المعروف إسرائيليًا باسم "بن غوريون"، بالإضافة إلى أهداف أخرى، وذلك ردًا على ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة".

هجمات متواصلة على المطار الإسرائيلي خلال 24 ساعة

وفي تصريح رسمي، أكّد المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله، يحيى سريع، أن الجماعة استهدفت مطار بن غوريون مرتين خلال أقل من 24 ساعة، موضحًا أن:

المطار تعرّض اليوم لهجوم بواسطة صاروخين باليستيين.

كما استُهدف يوم أمس بطائرة مسيّرة، في إطار دعم اليمن للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وأشار سريع إلى أن الهجوم حقق أهدافه، حيث تسبب في اختباء ملايين المستوطنين داخل الملاجئ، وأدى إلى توقف حركة الملاحة الجوية في المطار لمدة نصف ساعة تقريبًا، ما شكّل إرباكًا واسعًا في واحدة من أكثر المنشآت الحيوية الإسرائيلية حساسية.

إنذارات في تل أبيب والقدس وإغلاق المطار مؤقتًا

وبحسب وسائل إعلام عبرية، فقد تم إطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة من تل أبيب الكبرى والقدس والوسط، بالإضافة إلى مناطق غربي الضفة الغربية، عقب رصد إطلاق صاروخ من اتجاه اليمن.

وفي أعقاب الضربة، أعلنت سلطات الاحتلال عن إغلاق مؤقت لمطار بن غوريون أمام رحلات الإقلاع والهبوط، في خطوة احترازية لمواجهة أي ضربات محتملة إضافية.

الهجوم يأتي ردًا على استهداف ميناءي الحديدة والصليف

ويأتي هذا التصعيد من جماعة الحوثي ردًا على قصف نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الجمعة، استهدف ميناءي الحديدة والصليف غربي اليمن، إلى جانب تهديدات إسرائيلية باغتيال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

وأعلنت جماعة أنصار الله أن هذا الهجوم الجديد هو التاسع على إسرائيل منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، والثالث منذ استئناف الحرب على القطاع في 18 مارس الماضي، عقب هدنة استمرت قرابة شهرين.

أبعاد استراتيجية متزايدة

الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي تعكس تطورًا في معادلة الردع الإقليمي، حيث باتت إسرائيل تواجه تهديدات متزامنة من عدة جبهات، تشمل غزة ولبنان واليمن، وهو ما يضعها تحت ضغط عسكري وأمني غير مسبوق.

ويرى مراقبون أن استمرار استهداف المطارات والبنية التحتية الحيوية في عمق إسرائيل قد يفرض معادلة ردع جديدة في الصراع الممتد مع محور المقاومة، ويضع قيودًا إضافية على هامش مناورة حكومة نتنياهو في استمرار عدوانها على غزة.

مع ارتفاع وتيرة الهجمات الإقليمية ضد أهداف إسرائيلية، تتسع دائرة المواجهة لتشمل جبهات أبعد من غزة، ما يشير إلى مرحلة جديدة من الصراع قد تعيد رسم ملامح المواجهة في المنطقة خلال الفترة المقبلة.