أكثر من 22 ألف نازح.. والنزوح القسري مستمر

العدوان على جنين يتصاعد: الاحتلال يدفع بتعزيزات جديدة والمخيم يتحول إلى أنقاض

profile
  • clock 18 مايو 2025, 4:30:14 م
  • eye 415
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المستمر على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ118 على التوالي، مدفوعًا بمزيد من التعزيزات العسكرية التي وصلت صباح اليوم الأحد، وسط توسيع غير مسبوق لعمليات التجريف والتدمير في قلب المخيم، ما حوله إلى مشهد يشبه الأنقاض، في ظل تدهور إنساني واقتصادي متسارع.

تعزيزات جديدة وانتشار لفرق المشاة

مع بداية هذا الأسبوع، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إضافية إلى جنين ومحيطها، وخصوصًا في مخيم جنين الذي لا يزال يتعرض لحصار مشدد.
وشهدت أحياء المدينة، لا سيما حيي الشرقي والهدف، انتشارًا واسعًا لفرق المشاة الإسرائيلية، تزامنًا مع إطلاق نار كثيف ومتواصل داخل المخيم، واستمرار عمليات التجريف التي تهدف إلى محو معالمه بالكامل.

دمار واسع: مئات المنازل مهدّمة ومخيم مغلق بالكامل

أكدت بلدية جنين أن ما لا يقل عن 600 منزل في المخيم هُدم بشكل كامل، فيما تضررت بقية المنازل جزئيًا وأصبحت غير صالحة للسكن.
ويُمنع الوصول إلى المخيم تمامًا، وسط إغلاق شامل يفرضه الاحتلال منذ أسابيع، في مشهد يتكرر يوميًا، فيما تتواصل اقتحامات الجيش للمدينة والقرى المحيطة.

الاعتقالات مستمرة والأسيرة ياسمين شعبان تعود للاعتقال

وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال صباح اليوم الأسيرة المحررة ياسمين شعبان من منزلها في قرية الجلمة شمال جنين، في استمرار لسياسة استهداف الأسرى المحررين والعائلات الفلسطينية.
كما سجلت الأيام الماضية إصابات جديدة بالرصاص الحي، منها إصابة مسن في دوار الحصان، وشاب آخر أصيب في الفخذ.

اقتحامات ليلية وعمليات تمشيط مكثفة

وخلال الليلة الماضية، اقتحمت قوات الاحتلال عدة بلدات في محافظة جنين، من بينها عرابة، يعبد، وجلبون، حيث تم استخدام قنابل الصوت وتفتيش المركبات، في وقت باتت فيه الاقتحامات الليلية والنهارية جزءًا من الواقع اليومي لأهالي المحافظة.

أكثر من 22 ألف نازح.. والنزوح القسري مستمر

بحسب بلدية جنين، فإن عدد النازحين من المدينة والمخيم تجاوز 22 ألف نازح، معظمهم من العائلات التي كانت تقطن داخل المخيم أو على أطرافه، في ظل استمرار العدوان وتدمير البنية السكنية، ما اضطر العائلات إلى الفرار تحت القصف والرصاص.

شلل اقتصادي وخسائر تفوق 300 مليون دولار

أدت سياسة الاحتلال التدميرية إلى شلل اقتصادي شبه كامل في مدينة جنين، وخصوصًا في الأحياء الغربية.
فقد تسببت عمليات القصف والتجريف في إغلاق مئات المحال التجارية، وتراجع حاد في حركة التسوق الوافدة من القرى المحيطة، إضافة إلى تدمير البنية التحتية والطرق، وقدّرت الخسائر الاقتصادية الأولية بأكثر من 300 مليون دولار.

40 شهيدًا منذ بداية العدوان وآلاف القصص المؤلمة

منذ بدء العدوان في 21 يناير/كانون الثاني 2025، ارتقى نحو 40 شهيدًا في جنين ومخيمها، بالإضافة إلى عشرات المصابين والمعتقلين، في وقت تتواصل فيه الانتهاكات اليومية، ويتعرض السكان لانتهاك ممنهج لحقوقهم الأساسية.

ما تشهده مدينة جنين ومخيمها اليوم، هو تطهير ممنهج وتهجير قسري وعدوان متواصل، في محاولة لتفكيك البنية المجتمعية الفلسطينية والضغط على المقاومة. ومع غياب موقف دولي فاعل، تبقى معاناة السكان مرشحة للتفاقم، وسط صمود استثنائي لأبناء المدينة والمخيم رغم كل أدوات البطش والتدمير.

التعليقات (0)