تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما يخلفه يوميًا من دمار واسع وخسائر بشرية جسيمة، أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الأحد، نداءً عاجلًا دعت فيه إلى حماية المدنيين ومرافق الرعاية الصحية فورًا، محذّرة من تدهور الوضع الإنساني إلى مستويات كارثية غير مسبوقة.

مئات الشهداء والمصابين والعالقين تحت الأنقاض

وأكدت اللجنة في بيان أن مئات المدنيين استشهدوا أو أُصيبوا خلال الأيام الماضية، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المكثف. وأضافت أن الخط الساخن التابع لها تلقى مئات الاتصالات من سكان يائسين يبحثون عن الحماية.

وقالت اللجنة إن "الاحتياجات في غزة هائلة وتتجاوز قدراتنا على الاستجابة"، في إشارة إلى انهيار شبه تام للمنظومة الإنسانية والطبية في القطاع، وسط عجز دولي عن التدخل الفعلي لإنهاء المأساة.

استهداف المستشفيات يعمّق الكارثة

وشدد بيان اللجنة على أن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمرافق الصحية تمثل تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين، مضيفًا:

"كل مرفق طبي يُجبر على التوقف عن تقديم الخدمات، أو تُقطع عنه الإمدادات، يُخلّف عواقب وخيمة على المدنيين الذين لا علاقة لهم بالقتال، ويعانون بالفعل من الألم والصدمات النفسية".

وقد شهد الأسبوع الأخير خروج عدد من المستشفيات الحيوية عن الخدمة، بينها:

مستشفى غزة الأوروبي

مجمع ناصر الطبي

المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع

ويُعدّ فقدان هذه المراكز ضربة قاصمة لما تبقى من النظام الصحي الذي يصارع البقاء في وجه القصف والحصار ونقص الإمدادات.

الصليب الأحمر: حماية المرافق الطبية واجب قانوني

أشارت اللجنة إلى أن القانون الدولي الإنساني يُلزم الأطراف المتحاربة بحماية المستشفيات والعاملين فيها، بوصفها منشآت ضرورية لإنقاذ الأرواح.
وأكدت أن استهداف أو استخدام هذه المرافق لأغراض قتالية يُعد انتهاكًا خطيرًا، ويُفاقم من تدهور النظام الصحي ويُعرّض أرواح آلاف المدنيين للخطر.

كما حذرت من أن سكان غزة يواجهون الآن خطر الحرمان الكامل من الرعاية الطبية، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية شاملة لا يمكن احتواؤها.

دعوة لاحترام القانون الدولي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه

في ختام نداءها، جددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مطالبتها لجميع الأطراف باحترام القانون الدولي الإنساني، واتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين والبنية التحتية، وسط تسارع وتيرة الانهيار الإنساني في غزة.

سياق عدواني مستمر منذ أكتوبر 2023

يأتي هذا النداء في وقت استأنف فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وحصاره المشدد على غزة منذ 18 مارس 2025، بعد توقف دام شهرين ضمن اتفاق هدنة هش خرقه الاحتلال طيلة فترة سريانه.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، وبدعم أميركي وأوروبي، تنفذ إسرائيل حرب إبادة جماعية ضد المدنيين في قطاع غزة، خلّفت حتى الآن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 14 ألف مفقود، في ظل صمت دولي مريب وعجز متعمد عن وقف هذه الجرائم المتواصلة.