-
℃ 11 تركيا
-
21 يونيو 2025
مضيق هرمز على صفيح ساخن: التوتر بين إيران وإسرائيل يهدد شريان الطاقة العالمي
استهداف منشآت إيرانية يزيد المخاطر
مضيق هرمز على صفيح ساخن: التوتر بين إيران وإسرائيل يهدد شريان الطاقة العالمي
-
21 يونيو 2025, 3:51:27 م
-
423
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مضيق هرمز
محمد خميس
الخليج العربي في عين العاصفة
في قلب الخليج العربي، وعلى امتداد ممر مائي لا يتجاوز عرضه 33 كيلومترًا، يتصاعد التوتر بشكل يثير قلق العالم. مضيق هرمز، الذي يعبر من خلاله نحو خُمس صادرات النفط العالمية، عاد ليتصدر عناوين الأخبار وسط تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل، في وقت تتزايد فيه تحذيرات شركات الطاقة العالمية وارتفاع ملحوظ في أسعار التأمين والشحن.
إيران تلوّح بإغلاق المضيق... لكن الواقع معقّد
هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز كجزء من خياراتها للرد على الهجمات الإسرائيلية. حيث صرّح بهنام سعيدي، عضو هيئة رئاسة لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أن بلاده تمتلك خيارات متعددة سيتم استخدامها حسب تطورات المرحلة.
مع ذلك، يؤكد خبراء أن تنفيذ هذا التهديد ليس بالأمر السهل. فإيران نفسها تعتمد على المضيق لتصدير نفطها واستيراد السلع، كما أن إغلاقه سيضر بحلفائها، وعلى رأسهم الصين، التي تستورد أكثر من 75% من النفط الإيراني. كما أن وجود الأسطول الخامس الأميركي في البحرين يجعل من الإغلاق فعليًا أمرًا شبه مستحيل.
استهداف منشآت إيرانية يزيد المخاطر
في تصعيد غير مسبوق، شنت إسرائيل هجمات على منشآت طاقة داخل إيران، من بينها مصفاة شهر ري ومستودع "شهران"، ما تسبب بحرائق واسعة. كما حذرت مؤسسة "RBC" من أن استهداف جزيرة خرج – التي تُصدّر منها إيران 90% من نفطها – قد يؤدي إلى شل صادراتها النفطية بالكامل.
الأسواق في حالة ترقب... والنفط في دوامة تقلبات
يمر عبر مضيق هرمز أكثر من 21 مليون برميل نفط يوميًا، إضافة إلى ثلث صادرات الغاز الطبيعي المسال. ومع تصاعد التوترات، ارتفعت أسعار التأمين على السفن بنسبة تفوق 60%، وبدأت شركات الشحن في تجنب المرور عبر هذا الممر الحرج.
من جهة أخرى، توقع بنك غولدمان ساكس أن تبلغ علاوة المخاطر الجيوسياسية نحو 10 دولارات للبرميل، مشيرًا إلى احتمال ارتفاع سعر خام برنت إلى 90 دولارًا في حال انخفاض الصادرات الإيرانية، وحتى 150 دولارًا في السيناريوهات الأكثر تشاؤمًا.
أما بنك باركليز، فذهب إلى أن أسعار الخام قد تتجاوز 100 دولار إذا اندلعت حرب إقليمية شاملة تؤثر على الإنتاج والصادرات.
تأثيرات محتملة على قناة السويس ومضيق باب المندب
لا يقتصر خطر التوتر على مضيق هرمز فقط، بل يمتد أيضًا إلى مضيق باب المندب، الذي شهد سابقًا استهدافات من الحوثيين، ما أثّر على حركة الشحن عبر قناة السويس. وتشير بيانات غولدمان ساكس إلى انخفاض تدفقات النفط عبر المضيق بنسبة 45% في عام 2025 مقارنة بـ2023، ما يعكس مدى تأثر التجارة البحرية بالتصعيد الإقليمي.
كلمة أخيرة: المضيق ليس مجرد ممر
مضيق هرمز ليس مجرد نقطة عبور جغرافية، بل يمثل معادلة دقيقة بين السياسة والاقتصاد، بين التهديدات والتحالفات، وبين احتمالات الحرب وخيارات الردع. وإذا كانت الحرب لا تزال محدودة حتى الآن، فإن الأسواق تتحرك على وقع كل احتمال، وسط قلق من أن يتحول التصعيد إلى شرارة لإعادة رسم خريطة الطاقة العالمية.









