تكبير الخط تصغير الخط

في اجتماع مغلق شهد توترًا متصاعدًا، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تصاعد الخلاف داخل غرف صناعة القرار في تل أبيب بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية حول مستقبل السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة، وتحديدًا مشروع إنشاء *"المدينة الإنسانية"* في رفح، المخطط أن تكون مخيمًا ضخمًا يضم ما يصل إلى نصف مليون نازح من شمال القطاع.

🔻 *الجيش يحذّر، ونتنياهو يضغط:*

ممثلو جيش الاحتلال الإسرائيلي قدّروا خلال الاجتماع أن *المشروع سيستغرق أكثر من عام وتكلفته تتراوح بين 10 و15 مليار شيكل، ما يتناقض مع تقديرات سابقة تحدثت عن إنجازه خلال 6 أشهر. هذا التباين دفع برئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إلى اتهام الجيش – ضمنيًا – بمحاولة **إفشال الخطة عبر تضخيم تكاليفها وتعقيد زمن تنفيذها،* وأمر بوضع خطة بديلة "أبسط، أسرع، وأقل تكلفة" تُقدَّم خلال يوم واحد فقط.

🔻 *العسكر يحذرون من مغبة التورط:*

داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية، يُنظر إلى المشروع على أنه *مقدمة لحكم عسكري مباشر في القطاع، واستنساخ مكلف سياسيًا وأمنيًا لمراحل سبقت انسحاب 2005. كما أن الطرح الذي يقضي بمنع سكان المخيم من العودة إلى شمال القطاع، يُفهم كخطوة نحو **ترسيخ واقع التهجير القسري الجماعي*، وهو ما يضع إسرائيل في مواجهة مفتوحة مع القانون الدولي والمنظمات الإنسانية.

🔻 *المعنى العسكري: غزة بلا أفق سياسي ولا حسم ميداني*

في قراءة ميدانية لما جرى في هذا الاجتماع، يتضح أن *الجيش الإسرائيلي لم يعُد راغبًا في إدارة مشروع طويل الأمد يزيد أعباءه على الأرض، في وقت لم يُحقق فيه *"الانتصار الحاسم"*، ولم يُفكّك البنية التحتية للمقاومة، لا سيما الأنفاق، ولا يُسيطر حتى على المناطق المفترض أنها *"نُظّفت عسكريًا"**، مثل بيت حانون وخانيونس.

🔻 *الخلاصة:*

الصراع الدائر بين القيادة السياسية والجيش حول "المدينة الإنسانية" ليس مجرد خلاف تقني على جداول زمنية أو تكاليف، بل *يُجسّد فشلًا استراتيجيًا في رسم مآل الحرب على غزة.* فبينما يسعى نتنياهو إلى هندسة واقع ديمغرافي جديد يسهّل عليه التسويق الدولي، يقف الجيش أمام حقيقة أن *المشروع ميدانيًا غير قابل للتطبيق* دون مزيد من التورط العسكري الذي سيؤدي إلى استنزاف طويل وفتح بوابة مواجهة مع المجتمع الدولي.

📌 *الرسالة الأهم في تقديرات المؤسسة العسكرية:*

*لا المدينة الإنسانية ستحسم الميدان، ولا استمرار الحرب يمنح نصرًا.*