-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
مشروع إسرائيلي أمريكي خفي يثير ذعر مصر والأردن: شرق أوسط جديد تحت الهيمنة
مشروع إسرائيلي أمريكي خفي يثير ذعر مصر والأردن: شرق أوسط جديد تحت الهيمنة
-
2 يوليو 2025, 11:14:01 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
كشفت دراسة إسرائيلية حديثة عن قلق بالغ لدى مصر والأردن من مخطط إسرائيلي–أمريكي يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بعد الحرب الأخيرة مع إيران، بما يعزز هيمنة تل أبيب على المنطقة. الدراسة صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، وأعدتها السفيرة السابقة في مصر أميرة أورون، والباحث المتخصص في الشؤون المصرية أوفير وينتر، ونشرتها صحيفة «هاآرتس» تحت عنوان لافت: «بعد الحرب مع إيران.. إسرائيل تخطط لشرق أوسط جديد».
رغم ارتياح القاهرة وعمان لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بهدف تفادي حرب شاملة أو استنزاف اقتصادي وأزمة طاقة ممتدة، فإن القلق الحقيقي ليس من تراجع البرنامج النووي الإيراني، بل من سيطرة إسرائيلية كاملة على مجريات السياسة والأمن في الشرق الأوسط. كلا البلدين يخشيان تحولا استراتيجيا يترك إسرائيل في موقع المهيمن الوحيد، ويدفع بدولهما إلى أدوار ثانوية في نظام إقليمي جديد.
تلميحات خطيرة بالدراسة
الدراسة الإسرائيلية، التي توصي حكومة بنيامين نتنياهو ظاهريًا بـ«مراعاة» مخاوف مصر والأردن لو أرادت تحقيق «سلام إقليمي»، تخفي في طياتها – بحسب تحليل خبير مصري – نبرة أكثر خطورة بكثير. الدكتور محمد عبود، أستاذ اللغة العبرية والشؤون الإسرائيلية بجامعة عين شمس، قال في تصريحاته لقناة RT إن النص «ودود» في ظاهره، لكنه يقوم على فرضية أساسية هي أن ميزان القوى في المنطقة قد تغيّر لصالح إسرائيل بعد إضعاف إيران.
وبين سطور الدراسة تظهر رسالة مقلقة تقول لمصر والأردن بوضوح إن عليهما التكيف مع «النظام الإقليمي الجديد» بدلا من مقاومته. كما تعرض الدراسة خيار «التنسيق» مع إسرائيل كحل وحيد، دون أي التزام إسرائيلي بوقف الاستيطان في الضفة الغربية، أو الامتناع عن الضم والتهجير، أو تغيير الوضع القائم في القدس المحتلة. هذا التنسيق المقترح يقدم لإسرائيل مزيدًا من حرية الحركة بلا ضمانات أو التزامات مقابلة.
تجاهل صارخ للقضية الفلسطينية
عبود يلفت إلى أن الدراسة تتناول القضية الفلسطينية وكأنها ملف جانبي يجب فقط «إدارته» بهدوء لمنع الفوضى التي قد تهدد استقرار مصر والأردن، متجاهلة جذور المشكلة المتمثلة في الاحتلال وسياساته القمعية. في تصورها، تتحمل مصر والأردن عبء تهدئة أي رد فعل فلسطيني غاضب، وكأن المشكلة في الفلسطينيين أنفسهم وليس في الاحتلال أو الاستيطان أو تهجيرهم من أراضيهم.
هذا الطرح، كما يوضح عبود، يحمّل الدولتين العربيتين مسؤولية أمن إسرائيل دون أن يقدم لهما أي تعهد جاد بحل الدولتين أو وقف السياسات الإسرائيلية التوسعية. الدراسة تضع عبئا أمنيا إضافيا على مصر والأردن، وتطالبهم عمليًا بلعب دور حارس للاستقرار الإسرائيلي في المنطقة.
أهداف خفية وتحذير مصري
الخبير المصري وصف أخطر ما في الدراسة بأنه يعرض – بلا مواربة – الرؤية الإسرائيلية للمرحلة التالية من الحرب مع إيران، ويدعو العرب للدخول في شراكة أمنية إقليمية أوسع مع إسرائيل دون أي التزام من تل أبيب بتغيير سياساتها العدوانية.
الدراسة تتجاهل ثوابت الموقفين المصري والأردني مثل ضرورة حل الدولتين، ورفض توطين الفلسطينيين في دول الجوار، ورفض أي حل يهدد أمن مصر القومي أو هويتها الإقليمية. عبود ختم حديثه بالتحذير من أن الهدف الخفي من الدراسة قد يكون الترويج لمشروع إسرائيلي–أمريكي جديد يشرعن هيمنة إسرائيل كقوة إقليمية مطلقة، ويسعى لإشراك الدول العربية في هذا المشروع كشركاء صغار يدورون في فلك تل أبيب، وبدعم أمريكي، ومن دون أي ضمانات حقيقية.








