ممارسات تعذيب تنتهي بإعاقات جسدية وموت بطيء

"مركز فلسطين": الاحتلال يسعى لتصفية قادة الأسرى لمنع شمولهم بأي صفقة تبادل

profile
  • clock 1 مايو 2025, 5:25:51 م
  • eye 404
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

حذر مركز فلسطين لدراسات الأسرى، في بيان صادر اليوم الخميس، من تصعيد خطير في سياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه قادة الحركة الأسيرة داخل السجون، مشيرًا إلى محاولات ممنهجة لتصفية عدد منهم، ضمن ما وصفه بـ"استراتيجية القضاء على من يصنَّفون ضمن الفئة الخطِرة"، تفاديًا لإدراجهم في أي صفقة تبادل أسرى مستقبلية مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

 

سياسة قمع ممنهجة وإعادة لأساليب التعذيب القديمة

بحسب البيان، يتبع الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023 سياسة قمع قاسية تشمل التنكيل الجسدي والنفسي، وقد أعاد العمل بأساليب التعذيب التي كانت مستخدمة في السبعينيات والثمانينيات، قبل أن تتوقف نتيجة نضالات الأسرى وإضراباتهم.

وأشار المركز إلى أن التركيز الأكبر في هذه السياسات القمعية يُوجَّه نحو قادة الأسرى الذين رُفض إطلاق سراحهم في صفقات سابقة، وفي مقدمتها صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وسط تحريض سياسي من وزراء متطرفين في حكومة الاحتلال يدعون صراحة لتصفيتهم.

 

ممارسات تعذيب تنتهي بإعاقات جسدية وموت بطيء

كشف المركز عن محاولات تصفية مباشرة أو غير مباشرة، تعرض لها عدد من القادة الأسرى عبر التعذيب الوحشي والعزل الانفرادي، أبرزهم:

عبد الله البرغوثي (67 مؤبدًا): تعرّض منذ أسابيع لاعتداءات متكررة داخل زنزانة انفرادية، شملت الضرب بالعصي الحديدية، حرمانه من النوم، إدخال كلاب بوليسية لمهاجمته، وحرمانه من العلاج، ما تسبب في كسور بأضلاعه وانخفاض وزنه لأقل من 70 كغم.

حسن سلامة (48 مؤبدًا): يُعاني من تجويع ممنهج وضرب متكرر داخل عزله بسجن مجدو، أدى إلى سقوط أسنانه، ضعف نظره، وانخفاض وزنه إلى 62 كغم، مع رفض تقديم نظارة طبية له.

عباس السيد (35 مؤبدًا): يتعرض في سجن "ريمون" إلى إهمال طبي وتعذيب جسدي تسبب له في مرض جلدي والتهاب حاد في العينين، وانخفاض وزنه إلى 55 كغم، في ظل تقديم طعام رديء القيمة.

 

محاولات قتل وتدهور صحي حاد

ومن الحالات الخطيرة الأخرى التي وثقها المركز: محمد جمال النتشة (67 عامًا): نائب في المجلس التشريعي، تعرض لمحاولة تصفية جسدية في سجن "عوفر"، أدّت إلى نزيف دماغي وغيبوبة نُقل على إثرها إلى مستشفى هداسا، وسط منع محاميه من زيارته.

معمر شحرور (29 مؤبدًا): يُعاني من اعتداءات متكررة داخل عزله في سجن مجدو، شملت الضرب اليومي واقتحام الزنزانة، ما أدى إلى تدهور جسدي خطير وانخفاض وزنه إلى 55 كغم.

 

65 شهيدًا من الأسرى منذ السابع من أكتوبر

أشار "مركز فلسطين" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استغل الحرب على غزة كغطاء لتصفية قادة الأسرى، في ظل غياب المحاسبة الدولية أو أي تدخل حقوقي فاعل، مما منح غطاء قانونيًا للجنود والضباط المشاركين في عمليات القمع والتعذيب.

وقد وثق المركز استشهاد 65 أسيرًا داخل السجون منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم طفل وعدد من المعتقلين الإداريين، من دون أن يُفتح تحقيق واحد أو يُحاسب أي مسؤول.

 

دعوة لتحرك عاجل من المؤسسات الحقوقية والإنسانية

في ختام بيانه، طالب المركز جميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بالتحرك العاجل لوقف الجرائم المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين، خاصة أصحاب الأحكام العالية وقادة الفصائل داخل السجون، مؤكدًا أن السكوت الدولي على هذه الممارسات يشجع الاحتلال على الاستمرار في سياساته القمعية.

وأشار البيان إلى أن الأسرى الفلسطينيين يعيشون أوضاعًا إنسانية مأساوية وغير مسبوقة، تشمل تقليص الطعام، منع العلاج، حرمان من الزيارات، وقطع الكهرباء والمياه، ما حول السجون إلى مواقع للتعذيب والموت البطيء.

 

التعليقات (0)