الإعلام الغربي شريك في الإبادة

مراسلة كندية تستقيل من "رويترز" احتجاجًا على تسهيل الوكالة اغتيال صحفيي غزة

profile
  • clock 26 أغسطس 2025, 9:09:17 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

قدمت المصورة الصحفية الكندية فاليري زينك استقالتها من وكالة "رويترز" بعد ثماني سنوات من العمل معها، بسبب سياسة الوكالة الخاصة بتغطية العدوان على قطاع غزة المحاصر، وانصياع الوكالة الكامل في تكرار الدعاية الإسرائيلية والمساهمة في تبرير استهداف الصحفيين في قطاع غزة.

وقالت زينك في بيان نشرته عبر حسابها على فيسبوك إن استمرارها في العمل مع الوكالة أصبح "مستحيلًا"، في ظل الدور المباشر لـ"رويترز" في "تبرير وتمكين الاغتيال المنهجي لـ245 صحفيًا في غزة"، مؤكدة: "أدين لزملائي في فلسطين على الأقل بهذا الموقف، وأكثر بكثير".

اتهامات مباشرة لرويترز

وأشارت المراسلة إلى أن الوكالة نشرت رواية الجيش الإسرائيلي التي وصفت الصحفي الفلسطيني أنس الشريف – الذي استشهد مع طاقم قناة "الجزيرة" في غزة في 10 أغسطس – بأنه "عنصر في حماس"، واعتبرت ذلك أكاذيب بلا أي أساس، كررتها وسائل الإعلام الكبرى بمن فيها رويترز.

وأضافت أن سياسة الوكالة في تمرير هذه الروايات لم تُجنب حتى موظفيها أنفسهم، مشيرة إلى استشهاد المصور حسام المصري التابع لرويترز، إلى جانب أربعة صحفيين آخرين، في قصف استهدف مستشفى ناصر جنوب القطاع، واصفة الهجوم بأنه "ضربة مزدوجة" استهدفت المدنيين ثم فرق الإنقاذ والصحفيين عند وصولهم.

الإعلام الغربي شريك في الجريمة

واعتبرت زينك أن وسائل الإعلام الغربية شريكة مباشرة في خلق الظروف التي تسمح بارتكاب مثل هذه الجرائم، قائلة إن كبريات المؤسسات مثل نيويورك تايمز، واشنطن بوست، أسوشيتد برس ورويترز أصبحت بمثابة ناقل رسمي للبروباغندا الإسرائيلية، تعمل على تبييض جرائم الحرب ونزع الإنسانية عن الضحايا.

وأكدت أن تكرار هذه الأكاذيب الإسرائيلية الإبادية من دون التحقق من مصداقيتها مكّن من قتل عدد من الصحفيين في غزة خلال عامين يفوق ما قُتل في الحربين العالميتين وكوريا وفيتنام وأفغانستان ويوغسلافيا وأوكرانيا مجتمعة.

أنس الشريف: من القائمة السوداء إلى الاغتيال

واستحضرت المراسلة الكندية مثال أنس الشريف، الحائز على جائزة بوليتزر باسم رويترز، الذي قالت إن الوكالة "لم تدافع عنه" حين وضعه الاحتلال على "قائمة اغتيالات" بتهمة الانتماء لحماس والجهاد الإسلامي، ولم تتحرك حتى بعد نشر متحدث عسكري إسرائيلي مقطع فيديو يوضح نيتهم قتله عقب تغطيته لتفاقم المجاعة في غزة، قبل أن يُغتال بعد أسابيع.

عار وخزي

واختتمت زينك بيانها بالقول: "بعد ثماني سنوات من عملي في رويترز لم أعد أستطيع أن أحمل بطاقة الصحافة التابعة لها إلا بشعور عميق بالخزي والحزن. لا أعرف كيف يمكن أن أبدأ في تكريم شجاعة وتضحيات الصحفيين في غزة – أشجع وأعظم من عرف العالم – لكن من الآن فصاعدًا، سأوجه كل ما أستطيع تقديمه ليكون وفاءً لذكراهم."

التعليقات (0)