تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أعربت لجنة حماية الصحفيين (CPJ) عن قلق بالغ على حياة مراسل قناة الجزيرة في غزة أنس الشريف، وذلك عقب تهديد مباشر وصريح تلقاه من المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.
وأكدت اللجنة أن هذه التهديدات ليست الأولى، محذّرة من خطورة ما يواجهه الصحفيون الفلسطينيون في ظل استهدافات متكررة، أبرزها ما تعرض له الشريف خلال تغطيته للحرب على غزة.

مقتل صحفيين سابقين يثير المخاوف

في تعليقها على الحدث، قالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للجنة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن الجيش الإسرائيلي قتل ستة صحفيين على الأقل من طاقم قناة الجزيرة خلال الحرب المستمرة على غزة.
ووصفت التصريحات الأخيرة بحق أنس الشريف بأنها "محاولة واضحة لتبرير قتله قبل وقوع الجريمة"، وهو ما يشير إلى خطر حقيقي يهدد حياة الشريف وزملائه.

أدرعي: "أنس الشريف جزء من آلة حماس"... والجزيرة ترد

في تصعيد لافت، صرّح أفيخاي أدرعي أن أنس الشريف "جزء من آلة حماس العسكرية"، ملمّحًا بشكل مباشر إلى احتمالية تعرضه للقتل.
وقد أثارت هذه التصريحات حالة غضب واستنكار واسعة، واعتبرها متابعون ومؤسسات حقوقية أنها تحريض صريح على استهداف الصحفيين، ومحاولة لترهيبهم وإسكاتهم.

أنس الشريف يرد: "أنا صحفي أنقل الحقيقة فقط"

في بيان مقتضب نشره على صفحته الرسمية، أكد أنس الشريف أنه صحفي مستقل لا يتبع أي توجه سياسي، مشددًا على أن مهمته الأساسية هي نقل الحقيقة من أرض الواقع كما هي دون تحيّز.
وتحول الشريف خلال الحرب إلى أحد أبرز الأصوات الصحفية التي توثق المآسي اليومية في غزة، وكان قد انهار باكيًا على الهواء مباشرة بعد رؤيته مشهدًا مأساويًا لسيدة منهارة من الجوع أمام مستشفى الشفاء.

تفاعل شعبي واسع وتضامن على منصات التواصل

أثارت تهديدات أدرعي موجة تضامن شعبي ورسمي مع الشريف على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتُبرت تصريحاته محاولة جديدة من الاحتلال لـ إسكات صوت الحقيقة وكسر إرادة الصحفيين الفلسطينيين.
واعتبر ناشطون أن هذه الحملة ضد أنس الشريف هي امتداد لسياسات الاحتلال في استهداف الإعلام الحر، وتضييق مساحة حرية التعبير في الأراضي الفلسطينية.

حرية الصحافة في مهب الريح

تتزايد الدعوات الدولية لحماية الصحفيين في مناطق النزاع، وعلى رأسهم مراسلو غزة الذين يواجهون خطر الموت كل يوم. ويعد استهداف أنس الشريف وتوجيه التهديدات المباشرة له، انتهاكًا صارخًا لكل القوانين الدولية التي تكفل حرية الإعلام والعمل الصحفي.
وفي ظل صمت دولي مريب، تتصاعد المخاوف من تحويل الصحفيين إلى أهداف مشروعة في الحروب، ما يعكس تراجعًا خطيرًا في الالتزام بحماية الكلمة والصورة.