مدن بلا ظلال: كيف يحوّل البناء الرخيص أمريكا إلى صحارى تحترق بالحرّ؟

profile
  • clock 2 يوليو 2025, 3:32:49 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

على وقع موجات الحر الشديدة التي اجتاحت أوروبا وأجزاء من الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، كتبت كاثلين باركر في «واشنطن بوست» متذكرة تجربة شخصية قديمة، حين سافرت قبل أربع سنوات مع ابنها إلى كاليفورنيا وقطعت بسيارتها صحراء موهافي. تحدثت عن الخوف الذي شعرت به على حياتها وحياة ابنها بسبب الحرارة اللاهبة وخلو المكان من أي مظاهر حياة. وتقول باركر إن الحرارة التي عايشتها في ساوث كارولاينا مؤخراً باتت تضاهي تلك التي شعرت بها في صحراء موهافي، المعروفة بكونها واحدة من أشد مناطق أمريكا حرارة عادة.

تحذير من الاحتباس

تشدد الكاتبة على أن غياب السياسات والإجراءات الفعالة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يعني ببساطة زيادة في عدد موجات الحر وشدتها، إلى جانب ارتفاع عام في درجات الحرارة وتزايد تواتر الأعاصير وقوتها. وترى أن هذه التحذيرات لم تعد مجرد توقعات نظرية، بل حقائق يؤكدها العلم وتقر بها معظم الجهات المتخصصة.

انتقاد مشاريع الإسكان

تنتقد باركر بشدة سياسات التطوير العقاري الرخيصة وسريعة التنفيذ التي انتشرت في العديد من الولايات، تحت ذريعة معالجة أزمة نقص المساكن، لكنها أغفلت تماماً الاعتبارات البيئية. وتقول إن هذه المشاريع حوّلت المدن والبلدات إلى ما وصفته بأنه «صحارى مكتظة صغيرة» خالية من الأشجار، لتصبح الأماكن السكنية أقل قدرة على مواجهة الحرّ.

وتشير إلى ظاهرة قطع أشجار الغابات لإفساح المجال لمشاريع البناء، واصفة هذا النهج بأنه «غير منطقي»، لأن الأشجار ضرورية لتحسين جودة الهواء وتقليل آثار التغير المناخي. كما تأسف لأن المنازل الحديثة لم تعد محاطة بالأشجار رغم أن الناس يحبذون ذلك، وتحمّل المطورين العقاريين المسؤولية، مشيرة إلى أنهم يبررون هذا الإهمال بالرغبة في خفض التكاليف لجذب المشترين، لكنها تتساءل باستنكار: «كيف ينشأ أي طفل بشكل صحي وسليم دون شجرة يتسلقها قرب منزله؟»

دعوة لتغيير النهج

وتختتم باركر مقالها بالدعوة إلى التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، لكنها تؤكد أن التكيف لا يعني مجرد الاعتياد السلبي أو الاستسلام للواقع الجديد، بل يتطلب تغييراً جذرياً في أساليب البناء والتخطيط الحضري، إلى جانب الحفاظ على الموارد الطبيعية كجزء أساسي من الحلول الممكنة لمواجهة أزمة المناخ المتفاقمة.

التعليقات (0)