-
℃ 11 تركيا
-
8 أغسطس 2025
محمد مات جوعاً.. رضيع يُزهق في حضن أمّه تحت حصار الموت
محمد مات جوعاً.. رضيع يُزهق في حضن أمّه تحت حصار الموت
-
7 أغسطس 2025, 8:39:25 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: شيماء مصطفى
في مشهد مأساوي موجع، يروى قصة الطفل الصغير محمد زكريا عصفور (عام وأربعة أشهر)، الذي فارق الحياة جوعًا، غارقًا في سلاح التجويع الإجرامي الذي يفرضه الحصار الصهيوني على أهالي قطاع غزة، خصوصًا الأطفال والرضّع الأبرياء.
صورة من الواقع المأساوي
من واقع غزة الممزق، توثق تقارير رسمية – مثل تلك الصادرة عن لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة – أن أكثر من 50 طفلًا قد لقوا حتفهم جوعًا خلال أسابيع الحصار، بينما يواجه ملايين آخرون خطر الموت البطيء إذا استمر منع دخول الغذاء والدواء.
وفي تطور أسود، أشار مكتب إعلامي حكومي إلى أن أكثر من 100 ألف طفل، نصفهم رضّع، يواجهون خطر الموت الجماعي خلال أيام بسبب انعدام الحليب والمكملات الغذائية
حالة قاتمة تتكرر يوميًا
منظمة أطباء بلا حدود تحذر بأن الحالات الخطيرة من سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعفت ثلاث مرات في الأسابيع الأخيرة. وتتلقى فرقهم يوميًا 25 حالة جديدة من الأطفال المهددين بالموت نتيجة نقص الغذاء والمساعدات، في ظل استهداف مباشر للخدمات الطبية والإنسانية
عندما يُستبدل الحليب بالمياه واليانسون
قصة الطفل يحيى النجار – رضيع لم يتجاوز الثلاثة أشهر – تمثل صورة فاضحة عن هذا التضييق، حيث قضى أيامه الأخيرة متروكًا للماء واليانسون بعد أن نفد الحليب تمامًا، أما الطفلة جنان صالح السكافي (أربعة أشهر)، فقد فارقت الحياة بين ذراعي أمها في إحدى مناطق النزوح نتيجة الجوع وسوء التغذية.
"حرب تجويع"
منذ بدء العدوان الأخير، أصبح التجويع سياسة مكتملة الأركان يمارسها الاحتلال، حيث يتم قصف مخازن الغذاء والمخابز وحصار المعابر لمنع وصول الإمدادات الضرورية إلى المدنيين، فهو قهر منظّم يضرب الأطفال في قلب الضعف، ويترك العائلات عاجزة أمام الموت البطيء.
محمد زكريا عصفور
داخل هذه الكارثة المتنامية، ينسدل الستار على حياة الطفل محمد، الذي لم يَلقَ فرصة للعب أو الضحك… فقد اختاره الجوع مصيرًا، تاركًا وراءه أسرة منكسة لا تعرف كيف تبكي بعد هذا المحن القاسية. وفاته ليست حادثًا، بل جريمة مخططة في إطار سياسة أجنبية ضد الإنسانية.
نداء للعالم
إن هذه الحكايات الصغيرة، رغم ألمها، يجب أن توقظ ضمير العالم. المطلوب هو كسر الحصار فورًا، وإدخال حليب الأطفال والمساعدات الأساسية بلا قيود. هذا ليس تساهلًا بل ضرورة إنقاذ إنسانية، لأن فقدان طفل هو جريمة قابلة للتجنب.








