تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: شيماء مصطفى

لم تُكمل الطفلة وتين الندى عامها الأول بعد، لكنها عرفت من الحياة أقسى ما يمكن أن يواجهه الإنسان. وُلدت في قلب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد أيام من استشهاد والدها في قصف عنيف، لتبدأ حياتها في ظل الحرب والفقد والحصار.

أم عاجزة.. وأشقاء جائعون

تعيش وتين اليوم مرارة الجوع في حضن أم أنهكها الفقر والعجز، وسط حصار خانق وتجويع متعمد يفتك بسكان القطاع. والدتها التي تُكافح لرعاية وتين وأشقائها الخمسة، لم تعد قادرة على توفير الحد الأدنى من الطعام أو الحليب، في ظل انهيار الأوضاع المعيشية وغياب أي دعم إنساني فاعل.

سوء تغذية يهدد الحياة

رغم أن وتين لا تعاني من أي أمراض مزمنة، إلا أن جسدها الصغير بات يذوي يوماً بعد يوم، إذ أكدت الفحوصات الطبية أنها مصابة بسوء تغذية حاد وخطير. وحذّر الأطباء من أن جسدها قد يتحوّل إلى "هيكل عظمي حي" إذا استمر انعدام الحليب والغذاء والعلاج في بيئة يُقتل فيها الأطفال ببطء، ليس بالصواريخ فقط بل بالجوع أيضًا.

صرخة من غزة للعالم

قصة وتين الندى ليست مجرد مأساة فردية، بل هي مرآة تعكس وجع آلاف الأطفال في غزة، الذين يُحاصرهم الجوع بعد أن التهمت الحرب آباءهم، وخذلهم العالم. إنها صرخة حياة لا تزال تقاوم رغم كل شيء، تنتظر من يمد لها يد النجاة قبل فوات الأوان.