انهيار أمني ومعنوي

محلل إسرائيلي: نحن في واقع مكسور وجنود يُرسلون لحماية حكم نتنياهو

profile
  • clock 28 يوليو 2025, 8:04:50 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

نشر المحلل الإسرائيلي آفي يسسخاروف في صحيفة يديعوت أحرونوت تقريراً يحمل نبرة نقدية شديدة، يعكس ما وصفه بـ"الواقع المكسور" الذي تعيشه إسرائيل في قطاع غزة، وسط حرب مفتوحة منذ أكتوبر 2023، لم تحقّق أهدافها حتى الآن، بل أفرزت نتائج عكسية على المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية والدبلوماسية.

ويشير يسسخاروف إلى أن الوضع الأمني في غزة مرعب: الجنود يُقتلون ويُصابون بشكل شبه يومي، والأسرى الإسرائيليون ما زالوا في الأسر، في حين تسود المجاعة أنحاء القطاع. ويضيف أن العالم، بما فيه الولايات المتحدة، بات يرى في إسرائيل نموذجاً لا يختلف كثيراً عن "الأنظمة الاستبدادية الأكثر ظلمة".

عزل دولي متصاعد

يرى التقرير أن المكانة الدولية لإسرائيل تراجعت بشدة، حتى أن الإسرائيليين باتوا عاجزين عن التحرك بحرية في العالم، ويُستهدفون في العديد من الدول، في وقت تعترف فيه فرنسا بدولة فلسطينية، وسط ترجيحات بانضمام مزيد من دول الاتحاد الأوروبي إلى هذا التوجّه.

وفي الميدان، يصف يسسخاروف حجم الدمار في غزة بأنه بلغ ثلاثة أرباع القطاع، في حين تواصل حماس الصمود وترفض الاستسلام. وبينما مئات آلاف الفلسطينيين يبحثون عن مأوى وطعام، تتحدث القيادة الإسرائيلية بشعارات جوفاء من قبيل "النصر الكامل" أو "سوف تفتح أبواب الجحيم"، وكأن سكان غزة كانوا في نعيم قبل ذلك، بحسب تعبيره.

قيادة سياسية منفصلة عن الواقع

ويشدّد الكاتب على أن قيادة الجيش الإسرائيلي تعرف جيداً أن الجيش لم يعد يملك ما يبحث عنه في غزة، لكن المستوى السياسي، وتحديداً بنيامين نتنياهو ويسرائيل كاتس، يصرّ على استمرار الحرب، لا لتحقيق أهداف أمنية أو عسكرية، بل لأغراض سياسية بحتة.

ويصف محاولات إسرائيل السابقة للضغط على حماس عبر إنشاء كيان أميركي-إسرائيلي لتوزيع المساعدات دون المرور عبرها، بأنها أدت إلى نتيجة عكسية: إذ أدخلت إسرائيل المساعدات دون سيطرة ودون مقابل، لا من حيث الأسرى ولا من حيث تحقيق أي إنجاز ميداني.

إخفاقات متواصلة منذ 7 أكتوبر

في تقييمه العام، يؤكد يسسخاروف أن ما يحدث لم يعد مجرد سوء أداء أو سذاجة سياسية، بل سلسلة متواصلة من الإخفاقات الكبرى، بدأت بهجوم السابع من أكتوبر، ولا تزال تداعياتها مستمرة حتى الآن، داخلياً وخارجياً.

ويكشف التقرير عن ظاهرة جديدة بدأت بالظهور داخل الجيش نفسه، تمثّلت في رفض جنود من لواء "نحال" العودة إلى غزة، وهو ما يعتبره مؤشراً خطيراً على تصدّع الجبهة الداخلية للجيش. ويرى أن هؤلاء الجنود فهموا الحقيقة: أنهم يُرسلون إلى القتال لا لإسقاط حماس أو تغيير الواقع، بل لضمان بقاء حكم نتنياهو والليكود قائماً، ولا شيء غير ذلك.

التعليقات (0)