تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

بوابات حديدية جديدة لتقطيع أوصال المدينة

أكدت محافظة القدس أن التصعيد الميداني الإسرائيلي المتسارع يهدف إلى خنق المدينة المحتلة وعزلها بالكامل عن محيطها الفلسطيني، في إطار سياسة ممنهجة تستهدف تهويد القدس وتقويض أي إمكانية لربطها بالضفة الغربية.

وفي بيان رسمي صدر اليوم الأربعاء، كشفت المحافظة عن تركيب سلطات الاحتلال بوابات حديدية جديدة عند مداخل بلدات عناتا، جبع، وحزما شمال شرق المدينة، بما يعكس نية واضحة لتوسيع السيطرة الأمنية والعسكرية على حركة الفلسطينيين.

استغلال العدوان على غزة وإيران لتمرير مشاريع الضم

أشارت المحافظة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل العدوان على غزة والتصعيد مع إيران كغطاء لتمرير مشاريع الضم وتوسيع حدود بلدية القدس، وتسريع وتيرة الاستيطان وبناء مستعمرات جديدة، في ظل انشغال العالم عن ما يجري في المدينة.

85 حاجزًا وسلسلة من الانتهاكات اليومية

وتطرقت المحافظة إلى الواقع الميداني الخانق، حيث باتت مدينة القدس محاطة بـ85 حاجزًا عسكريًا، تشمل إغلاقات ترابية، بوابات حديدية، وجدار الفصل العنصري، ما يجعلها فعليًا "سجنًا مغلقًا يُمارس فيه الفصل العنصري بالقوة".

كما أشار التقرير إلى أن الحواجز الرئيسية مثل قلنديا، شعفاط، جبع، والكونتينر، تشهد يوميًا إغلاقات خانقة، حيث تتجاوز فترات الانتظار الست ساعات، ويتعرض المواطنون الفلسطينيون للإذلال والتنكيل المستمر.

نائب محافظ يضطر للسير على الأقدام بسبب الإغلاق

في مشهد يلخص معاناة المقدسيين اليومية، اضطر نائب محافظ القدس إلى السير على الأقدام من حاجز جبع إلى مقر عمله في بلدة الرام، نتيجة الازدحام الحاد والإغلاق الكامل، في صورة مصغرة لما يواجهه آلاف الفلسطينيين يوميًا.

حملات تفتيش واعتقالات وغرامات باهظة

وفي الوقت ذاته، نصبت قوات الاحتلال حواجز متحركة في بلدات وأحياء مقدسية، منها سلوان، جبل المكبر، العيسوية، العيزرية، وحزما، مترافقة مع حملات تفتيش واعتقالات تعسفية، وفرض غرامات مالية باهظة على المواطنين.

دعوات لكسر الصمت الإعلامي والدولي

أكدت محافظة القدس أن هذه الإجراءات تأتي ضمن مخطط غير معلن لـضم المدينة بالكامل والسيطرة على مقدساتها الإسلامية والمسيحية. ودعت وسائل الإعلام ونشطاء التواصل الاجتماعي إلى تكثيف التغطية وتسليط الضوء على هذه الانتهاكات، في ظل سياسات التعتيم الإعلامي التي تنتهجها سلطات الاحتلال.

وشددت المحافظة في ختام تقريرها على أن الصمت الدولي يمنح الاحتلال ضوءًا أخضر للاستمرار في سياساته الاستعمارية والتهويدية، مؤكدة أن التضامن الشعبي والإعلامي مع القدس أصبح واجبًا لمواجهة هذه المخاطر الوجودية.