-
℃ 11 تركيا
-
10 يونيو 2025
مجزرة من أجل فتات الخبز.. شهود عيان يروون تفاصيل مروّعة من رفح
استهداف بالصدر والرأس
مجزرة من أجل فتات الخبز.. شهود عيان يروون تفاصيل مروّعة من رفح
-
1 يونيو 2025, 7:58:04 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: شيماء مصطفى
عند الرابعة فجراً، كانت رائحة الموت تسبق ضوء الشمس في مواصي رفح. آلاف الفلسطينيين الزاحفين من أنحاء غزة، ومن شمالها تحديدًا، جاءوا يطاردون فرصة ضئيلة ليعودوا إلى أطفالهم برغيف خبز أو كيس طحين. بدلاً من ذلك، واجهوا نيراناً استهدفتهم بالرأس والصدر، كما وصف الصحفي محمد الغريب، الذي غطّى المجزرة ميدانياً منذ لحظاتها الأولى.
المجزرة لم تترك فرصة حتى للنجاة؛ العشرات من الشهداء والجرحى سقطوا بلا رحمة. لم تكن مجرّد نيران تحذيرية، بل نيران مقصودة، موجهة نحو القلب مباشرة... مجازر على قارعة الجوع.
مشهد الفوضى والنهب
في الطريق نحو المساعدات، سقطت كل القيم. بين الزحام والعطش والخوف، وُجد من سرق قوت الجائعين. قال محمد الغريب إن "بلطجية" وقفوا في وسط الشارع لنهب المجوعين الذين حصلوا بشق الأنفس على كيس غذائي لأطفالهم، مشيراً إلى مغادرة الآلاف للمكان دون أن يحصلوا على شيء، وبعضهم غادر جثة في كيس أبيض.
أطفال يزحفون... وموت في الانتظار
يصف الغريب المشهد بقوله: "شاهدتُ نساءً وأطفالاً يزحفون على الأرض، لا للعب أو اللهو، بل للاقتراب من سيارة إغاثة. طفلة تمسك طرف فستان أمها، وعينها على كيس صغير يشبه الأمل. وفجأة... رصاصة تقطع الصمت".
لا مبرر للقتل
صرّح محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية، بالقول: "لا مبرر للاحتلال في قصف المواطنين أثناء سعيهم للحصول على المساعدات."
وأضاف:"مواقع توزيع المساعدات غير آمنة، والاحتلال هو من يجبر الناس على الذهاب إليها".
وشدّد على أن: "الأمم المتحدة ومؤسسات الإغاثة هي الأكفأ في توزيع المساعدات بقطاع غزة"، وليس الشركات التي تُشرف عليها جهات أمريكية أو إسرائيلية.
مراكز قتل تحت ستار المساعدات
أمّا أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، فقال في تصريح لقناة الميادين: "الاحتلال يضع المواطنين في مناطق وعرة بهدف خلق حال من الفوضى وتصفيتهم".
وأضاف:"المواطنون الذين يسعون إلى الحصول على قوت لأطفالهم الذين يموتون جوعاً عادوا جثامين إلى أهلهم"، وحمّل الاحتلال مسؤولية الوضع الإنساني قائلاً: "نحن في واقع إنساني هو الأسوأ على الإطلاق، ولا وجود لأي أفق لمقومات الحياة".
وتابع:"مراكز المساعدات ليست لتقديم المساعدات، وإنما هي مراكز عسكرية لخدمة الأجندة الإسرائيلية والأميركية". وختم تحذيره بقوله:"وصلنا إلى مرحلة غير مسبوقة وخطرة بشأن مقومات الحياة".
انهيار أخلاقي واجتماعي
في نهاية المشهد، يختصر الصحفي محمد الغريب الصورة بقوله: "نحن لا نعيش فقط مجاعة، بل كارثة أخلاقية ضربت نسيج المجتمع بشكل قذر. ما يحدث لا يوصف، والفضائح أكثر مما يمكن أن يُقال".
مجزرة المساعدات في رفح ليست مجرد رقم يُضاف إلى قائمة الضحايا، بل قصة جوع ودمار وإذلال تُروى على لسان كل من عاد حيًّا من هناك، كل رصاصة أطلقت لم تقتل شخصاً فقط، بل قتلت ما تبقّى من أمل.








