تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: محمد خميس

في تصريحات بارزة تعكس تحركات دبلوماسية متصاعدة بشأن القضية الفلسطينية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن مؤتمر "حل الدولتين" المزمع عقده في نيويورك منتصف يونيو/حزيران 2025، يهدف إلى منح زخم جديد للاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدًا أن بلاده تعمل بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية لتنظيم هذا الحدث الدولي المهم.

تعاون فرنسي-سعودي لتنظيم مؤتمر دولي من أجل فلسطين

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده ماكرون مع الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، ضمن زيارة رسمية يجريها الرئيس الفرنسي إلى الدولة الآسيوية.

وأكد ماكرون أن فرنسا والسعودية تعملان سويًا على إعداد مؤتمر نيويورك ليكون نقطة تحول في المسار الدبلوماسي، مضيفًا أن هذا المؤتمر "سيمنح دفعة قوية لمساعي الاعتراف بدولة فلسطين من جهة، ولضمان أمن إسرائيل من جهة أخرى".

فرنسا وموقفها من العدوان الإسرائيلي على غزة

وفي معرض حديثه عن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، قال الرئيس الفرنسي إن بلاده "أدانت أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتفهمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنه أشار أيضًا إلى أن فرنسا تطالب منذ بداية الحرب بوقف إطلاق النار.

ورغم الانتقادات الواسعة للسياسة الفرنسية، شدد ماكرون على أن باريس "لا تتصرف بازدواجية معايير"، بل تواصل العمل من أجل تحقيق السلام وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يعاني من واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

حل الدولتين: الخيار الوحيد لإرساء السلام

وأكد ماكرون خلال المؤتمر الصحفي أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد القادر على بناء سلام طويل الأمد في المنطقة، مشيرًا إلى أن "المؤتمر المرتقب يسعى لإيجاد مسار واقعي يضمن الاعتراف المتبادل، وخصوصًا الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين في المحافل الدولية".

وكان ماكرون قد صرح في أبريل/نيسان الماضي بأن فرنسا "قد تعترف بدولة فلسطين" خلال هذا المؤتمر الدولي، وذلك في حال تحقيق تقدم ملموس في الجهود الدبلوماسية الحالية.

موقف الأمم المتحدة: تقدم رمزي في انتظار قرارات سياسية

تأتي هذه التصريحات الفرنسية في وقت شهدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في مايو/أيار 2024 تصويتًا لصالح مشروع قرار يدعم طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة في المنظمة الدولية. ومع أن فلسطين ما تزال تحت وضع "دولة غير عضو بصفة مراقب" منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012، فإن هذه الخطوة تعكس تقدمًا رمزيًا في مسار الاعتراف الدولي.

الواقع الميداني في غزة: مأساة إنسانية في ظل دعم غربي لإسرائيل

ورغم التحركات الدبلوماسية المتصاعدة، تواصل إسرائيل عدوانها الوحشي على قطاع غزة، مدعومة بشكل مباشر من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، حيث تُتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبحسب إحصاءات حقوقية، فقد أسفر العدوان حتى الآن عن أكثر من 177 ألف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.

هل يكون مؤتمر نيويورك نقطة التحول؟

يُتوقع أن يشكل مؤتمر نيويورك نقطة تحول دبلوماسي في مسار القضية الفلسطينية، إذا ما تُوّج بخطوات سياسية حقيقية، أولها الاعتراف الكامل بدولة فلسطين، وثانيها الضغط الجدي على إسرائيل لوقف عدوانها المتواصل. ويبقى السؤال مطروحًا: هل سيتحول الزخم الدبلوماسي إلى قرارات فعلية تضع حدًا للمعاناة الفلسطينية المستمرة؟