-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
مؤشرات اتفاق تلوح في الأفق: ويتكوف إلى الشرق الأوسط.. ومفاوضات غزة تقترب من الحسم رغم التعقيدات
مؤشرات اتفاق تلوح في الأفق: ويتكوف إلى الشرق الأوسط.. ومفاوضات غزة تقترب من الحسم رغم التعقيدات
-
23 يوليو 2025, 9:00:18 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
وسط أجواء من الترقب والانتظار، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الثلاثاء، أن المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في طريقه إلى المنطقة، في خطوة تحمل دلالة واضحة على اقتراب التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل للأسرى، وفقًا لما نقله موقع "واللاه" الإسرائيلي. المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، عبّرت عن "أمل كبير" في التوصل إلى اتفاق جديد يشمل وقفًا لإطلاق النار وممرًا إنسانيًا لتدفق المساعدات.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن وصول ويتكوف يعكس تقدمًا نوعيًا في المفاوضات التي تُجرى منذ أسابيع في الدوحة، بمشاركة وفود من إسرائيل وحماس، وبدعم من مصر وقطر والولايات المتحدة. وذكرت تلك المصادر أن الرد المرتقب من حركة حماس خلال الأيام القليلة المقبلة سيتناول كافة البنود الرئيسية المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي، وآلية إيصال المساعدات، و"مفاتيح" تبادل الأسرى.
انسحاب جزئي وخريطة مرنة
تشير التسريبات من المحادثات إلى أن إسرائيل باتت تميل للموافقة على انسحاب تدريجي من قطاع غزة، يتضمن في مراحله الأولى البقاء في عدد محدود من المواقع. ففي بعض المناطق، سيُعاد تموضع الجيش الإسرائيلي على مسافة تتراوح بين 1 و1.2 كيلومتر من الحدود، بينما في مناطق أخرى سيكون الانسحاب أقرب بكثير، على أن يتم الانسحاب الكامل في المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب.
وبحسب تقرير "واللاه"، فإن ملف خرائط الانتشار العسكري يشكّل أحد أعقد الملفات التفاوضية، غير أن هناك تقاربًا كبيرًا بين الطرفين بشأن هذه النقطة، شريطة أن تتلقى حماس ضمانات حقيقية لتنفيذ الانسحاب بالكامل، دون مماطلة أو التفاف.
خلاف على توزيع المساعدات
أما الملف الإنساني، فلا يزال يشهد خلافًا حادًا، خصوصًا بشأن جهة توزيع المساعدات داخل القطاع. في إطار الاتفاق الجاري التفاوض بشأنه، وافقت إسرائيل على إدخال 500 شاحنة مساعدات يوميًا، منها 300 شاحنة لصالح مجمعات توزيع تابعة لصندوق المساعدات الإنسانية لغزة، و200 شاحنة للمنظمات الدولية.
لكن حماس تعارض بشدة استمرار تولي الشركة الأمريكية المسؤولة حاليًا إدارة عملية التوزيع، وسط مخاوف من استخدام المساعدات كأداة للضغط أو الإذلال. وتُواصل الجهات الوسيطة، لا سيما قطر ومصر، محاولات جسر الهوة بين الطرفين بشأن هذه المسألة، لما لها من أثر مباشر على السكان المدنيين الذين يعيشون في ظروف إنسانية هي الأسوأ منذ بدء العدوان.
صفقة الأسرى.. مفتاح التقدم
من جهة أخرى، تشير المصادر إلى أن ملف تبادل الأسرى يشهد مرونة متزايدة من الجانب الإسرائيلي، و"قد يكون من الأسهل التوصل لاتفاق بشأنه"، خصوصًا فيما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. لكن رغم هذا التقدم، لا تزال حماس تطالب بـ"ضمانات وشروط إضافية"، وفقًا لمصادر صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، وذلك لضمان تنفيذ الاتفاق وعدم الانقلاب عليه لاحقًا.
ومع أن عددًا من البنود "تم حلّها"، بحسب نفس المصادر، فإن الصفقة لا تزال بحاجة إلى "تشطيب سياسي ودبلوماسي"، حيث تطالب حماس بإدخال تعديلات جوهرية على بعض البنود قبل إعلان موافقتها الرسمية، فيما ستوافق على بقية البنود كما هي.
الاحتلال: حماس تتلكأ.. والمقاومة: لا ضمانات كافية
في المقابل، تواصل الدوائر السياسية والعسكرية في إسرائيل الضغط على حماس، متهمةً إياها بـ"إعاقة التقدم" والتصرف وفق "افتراض خاطئ" بأن الوقت في صالحها. وقال مصدر سياسي إسرائيلي لموقع "واللاه": "الوفد الإسرائيلي جاهز للرد، لكن حماس تتلكأ، وتمنع الانتقال إلى المرحلة التالية"، معتبرًا أن الحركة "تضرّ بمصالح سكان غزة" من خلال تعطيل المفاوضات.
غير أن مصادر قريبة من حماس تشير إلى أن التأني في الرد سببه غياب الضمانات الكافية من إسرائيل، خصوصًا في ما يتعلق بتنفيذ بنود الانسحاب والمساعدات، فضلًا عن الحاجة لتضمين آليات مراقبة وتنفيذ تضمن عدم تكرار الخداع الذي تميزت به جولات سابقة.
خارطة سياسية معقّدة ومفاوضات شاقة
ويأتي كل هذا الحراك في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، حيث يتواصل القصف والتجويع، ويتساقط المدنيون ضحايا لإبادة جماعية ممنهجة، لا تقتصر مسؤوليتها على الاحتلال وحده، بل تمتد إلى الدول الداعمة له عسكريًا وسياسيًا، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا.
المفاوضات الحالية، رغم تقدمها، تجري على أرضية مشتعلة، تتقاطع فيها الضغوط الميدانية مع الحسابات السياسية الدقيقة، وسط إدراك متزايد لدى جميع الأطراف بأن أي إخفاق جديد سيكون كارثيًا على المدنيين في غزة أولًا، وعلى المنطقة بأسرها ثانيًا.
وفي انتظار الرد الرسمي من حماس، وتحركات ويتكوف في المنطقة، تبقى الصفقة "على حافة الاكتمال"، معلّقة على تفاصيل حرجة، ولكن بمؤشرات متزايدة على أن النهاية قد تكون أقرب من المتوقع.









