تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

تجمع سياسي يتحول إلى كارثة إنسانية

شهدت ولاية تاميل نادو بجنوب الهند حادثاً مأساوياً مساء السبت، حيث أدى تدافع جماهيري خلال تجمع نظمه النجم السينمائي والسياسي الشهير جوزيف فيجاي إلى وفاة ما لا يقل عن 36 شخصاً، بينهم ثمانية أطفال، وإصابة أكثر من 40 آخرين. وأعلن وزير الصحة في الولاية، ما سوبراهمانيان، أن الضحايا فارقوا الحياة قبل وصولهم إلى المستشفى، بينما المصابون في حالة مستقرة.

كارور تتحول إلى ساحة مأساة

الحدث وقع في مقاطعة كارور، حيث احتشد الآلاف من أنصار ومعجبي فيجاي في محاولة لرؤيته عن قرب. ووفقاً لتقارير إعلامية هندية، فإن التدافع بدأ عندما سقط عدد من الحاضرين أثناء محاولتهم الاقتراب من حافلة النجم، ما أدى إلى انهيار الصفوف الخلفية وتفاقم الوضع بشكل مأساوي.

رئيس الوزراء يتدخل وتعويضات عاجلة

رئيس وزراء الولاية، إم. كيه. ستالين، أعلن تقديم تعويض عاجل بقيمة مليون روبية لعائلات الضحايا، وأمر بتوفير الرعاية الطبية الفورية للمصابين. كما توجه إلى موقع الحادث في كارور لمتابعة الوضع عن كثب، مؤكداً أن الحكومة ستفتح تحقيقاً شاملاً في أسباب الحادث وتقصير الجهات المنظمة.

حوادث التدافع: ظاهرة متكررة في الهند

تعد حوادث التدافع أمراً شائعاً في الهند، خاصة خلال التجمعات الدينية والسياسية. ففي يناير الماضي، لقي أكثر من 30 شخصاً مصرعهم خلال مهرجان مها كومبه، أكبر تجمع ديني في العالم، عندما اندفع عشرات الآلاف للاستحمام في نهر مقدس.

الاحتلال والعدوان والكيان الصهيوني: ازدواجية المعايير الدولية

في ظل هذه المأساة الإنسانية، يتساءل مراقبون عن ازدواجية المعايير في التعامل مع الكوارث الإنسانية، حيث يسلط الإعلام الدولي الضوء على بعض الحوادث بينما يغض الطرف عن الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني. العدوان المستمر على غزة والضفة الغربية، وتهجير السكان، وقتل الأطفال، لا يلقى ذات التعاطف أو التغطية، رغم أنه يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية.

دعوة للتضامن الإنساني الحقيقي

الحادث في تاميل نادو يجب أن يكون جرس إنذار للسلطات الهندية لتنظيم التجمعات بشكل أكثر أماناً، لكنه أيضاً دعوة للمجتمع الدولي لإعادة النظر في أولوياته الإنسانية، والتوقف عن تجاهل جرائم الكيان الصهيوني التي تُرتكب يومياً بحق الأبرياء تحت غطاء الصمت الدولي.