تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في كلمة مؤثرة أمام الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في إسطنبول، حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، من أن ما تشهده غزة يمثل تتويجًا لـ"عشرين شهرًا من الرعب والتجويع والتهجير"، ضمن مشروع ممنهج لتقويض فرص قيام دولة فلسطينية وفصل الفلسطينيين عن أرضهم.

غزة: واقع من "الجوع والموت"

وصف لازاريني الوضع في غزة بأنه "واقع ديستوبي من الجوع والموت"، مشيرًا إلى أن المساعدات الإنسانية تحولت إلى "أداة إذلال"، حيث تُستخدم كسلاح سياسي بدلاً من أن تنقذ الأرواح. وقال: "مليونا إنسان يُجَوّعون، وأكثر من 55 ألف قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، في ظل صدمة جماعية وخسائر لا توصف".

تهجير في الضفة الغربية على مستوى غير مسبوق

وانتقل لازاريني للحديث عن الضفة الغربية، حيث أكد أن ما تشهده المخيمات الفلسطينية في شمال الضفة لم يُشهد له مثيل منذ عام 1967، مع تسارع في عمليات التهجير وتدمير البنية التحتية لتغيير الطابع الديمغرافي للمخيمات، في ظل سياسة إسرائيلية تهدف إلى تسريع الضم الفعلي.

الأونروا: مستهدفة ميدانيًا وسياسيًا

وقال لازاريني إن "الأونروا نفسها باتت هدفًا مباشرًا"، حيث استُشهد 318 من موظفيها في غزة منذ بدء العدوان، كثير منهم مع عائلاتهم. وأضاف أن إسرائيل سنّت قانونًا يمنع أنشطة الوكالة في القدس الشرقية المحتلة، وقطعت كل سبل التواصل معها، ما أدى إلى طرد فعلي للموظفين الدوليين.

ورغم ذلك، أكد لازاريني أن فرق الأونروا الفلسطينية تواصل تقديم خدمات أساسية في ظروف مروعة، تشمل أكثر من 15 ألف استشارة طبية يوميًا، وتشغيل الملاجئ، وتوفير المياه النظيفة، وجمع النفايات، في ظل "واقع يشبه الجحيم".

حملة تحريض ممنهجة ضد الأونروا

واتهم لازاريني إسرائيل بشن حملة تضليل شرسة ضد الأونروا في الدول المانحة، تهدف إلى خنق تمويلها وتقويض استمرارها. وحذر من أن الوضع المالي للوكالة خطير للغاية، قائلاً: "دون تمويل إضافي، سأضطر قريبًا إلى اتخاذ قرارات غير مسبوقة ستؤثر مباشرة على خدماتنا الحيوية".

تقييم أممي لمستقبل الوكالة

وكشف أن الأمين العام للأمم المتحدة أمر بإجراء تقييم استراتيجي لمستقبل الوكالة، بما يشمل اقتراح آليات لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في ظل التحديات المالية والسياسية.

دعوة عاجلة لدعم الأونروا قبل "الغياب الكارثي"

واختتم لازاريني كلمته بمناشدة عاجلة لدول منظمة التعاون الإسلامي لدعم الأونروا سياسيًا وماليًا، مؤكدًا أن غياب الوكالة سيكون له آثار مدمرة، ليس فقط في فلسطين، بل في دول الجوار، قائلاً: "تحركوا الآن قبل فوات الأوان".

إبادة جماعية مستمرة في غزة

تأتي هذه التحذيرات في سياق العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر حتى الآن عن أكثر من 186 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود، إلى جانب دمار واسع ومجاعة خانقة، وسط تجاهل كامل لأوامر محكمة العدل الدولية والنداءات الدولية بوقف الإبادة.