البيئة القتالية ترهق الجنود وتمنح المقاومة الأفضلية

كتائب القسام تحتفظ بقدرات استخبارية عالية وتُجهد الجيش الإسرائيلي بكمائن نوعية في غزة

profile
  • clock 10 يوليو 2025, 6:00:21 م
  • eye 433
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
كتائب القسام

محمد خميس

أكدت مصادر أمنية إسرائيلية، اليوم الخميس، أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لا تزال تحتفظ بقدرات استخبارية دقيقة تمكّنها من رصد تحركات الجيش الإسرائيلي بدقة في مختلف مناطق الاشتباك داخل قطاع غزة، بالرغم من الظروف العسكرية المعقدة والضغط المباشر على قائد لواء غزة في جيش الاحتلال، عز الدين الحداد.

قدرات استخبارية وهجمات مركبة على غرار "حرب العصابات"

وبحسب ما أورده موقع "واللا" العبري، نقلاً عن مسؤولين أمنيين، فإن حماس توظّف هذه المعلومات الاستخباراتية في تنفيذ هجمات منسقة متعددة المحاور تشمل:

عمليات قنص دقيقة.

إطلاق صواريخ مضادة للدروع.

استخدام عبوات ناسفة متطورة بأحجام ومديات مختلفة.

نيران أسلحة خفيفة.

قصف بقذائف هاون.

وتأتي هذه الهجمات ضمن استراتيجية حربية تعتمد على نمط "حرب العصابات"، وتُدار من خلال غرف قيادة ميدانية موزعة على مناطق متعددة داخل مدينة غزة ومخيمات الوسطى وخانيونس.

البيئة القتالية ترهق الجنود وتمنح المقاومة الأفضلية

في السياق ذاته، حذّر ضابط احتياط إسرائيلي رفيع من تأثير البيئة المناخية القاسية في غزة، وخاصة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة الشديدة، مشيرًا إلى أنها تؤثر سلبًا على أداء الجنود بدنياً ونفسياً، وتُهيئ الأرضية لتنفيذ عمليات مباغتة من المقاومة.

وتشهد الجبهات خلال الأسابيع الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في الكمائن والهجمات المركزة، وهو ما أعاد إلى الأذهان تكتيكات المقاومة في بداية الاجتياح البري في 27 أكتوبر 2023.

عمليات نوعية: تفجيرات، اغتنام، ومحاولات أسر

وأعلنت كتائب القسام، يوم الأربعاء، عن محاولة أسر جندي إسرائيلي خلال اشتباك شرقي خانيونس، قبل أن يتم قتله واغتنام سلاحه. وفي تطور متزامن، أكدت سرايا القدس – الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي – أنها قنصت جنديًا شرق مدينة غزة.

وفي تفاصيل عمليات نوعية خلال الأيام الماضية:

4 يوليو: تفجير دبابة ميركافا بعبوة شديدة الانفجار في عبسان الكبيرة، شرق خانيونس.

5 يوليو: تفجير جرافة D9 في شارع سراري بمدينة جباليا شمال القطاع.

24 يونيو: تفجير منزل مفخخ مسبقًا في قوة راجلة إسرائيلية داخل حي البيوك وسط خانيونس، وسلاح محلي الصنع من نوع “شواظ” استُخدم في استهداف جرافة بجنوب المدينة.

الاحتلال يعترف بخسائره وسط تصاعد العمليات

من جانب آخر، اعترف جيش الاحتلال، الثلاثاء الماضي، بمقتل خمسة جنود وإصابة 14 آخرين في كمين محكم نفذته القسام في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وأشار بيان الجيش إلى أن الانفجارات نتجت عن عبوات ناسفة زرعت بدقة، فيما نقلت وسائل إعلام عبرية وصف الحادثة بأنها من "أصعب وأخطر العمليات الأمنية" التي طالت وحدة "نيتسح يهودا" التابعة للواء "كفير".

تفوّق ميداني متجدد للمقاومة رغم التصعيد الإسرائيلي

رغم الضربات الجوية المكثفة، والتوغلات البرية المتكررة، ومحاولات تصفية القيادات الميدانية، تؤكد الوقائع أن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية عمومًا لا تزال قادرة على المبادرة والاشتباك الفعّال. ومن خلال تكتيك الغرف الموزعة، والكمائن الدقيقة، والاستفادة من الجغرافيا والظروف الجوية، تمكنت المقاومة من استنزاف الاحتلال وإرباك خططه الميدانية في قطاع غزة.

التعليقات (0)