-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
كارثة إنسانية وشيكة في غزة: خطر وفاة 14 ألف رضيع خلال 48 ساعة بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية
حصار خانق منذ مارس ونفاد الغذاء
كارثة إنسانية وشيكة في غزة: خطر وفاة 14 ألف رضيع خلال 48 ساعة بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية
-
21 مايو 2025, 3:44:13 م
-
426
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
مع استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، حذّرت منظمات إنسانية دولية من أن سياسة التجويع الممنهجة التي تنتهجها سلطات الاحتلال قد تؤدي إلى وفاة نحو 14 ألف رضيع خلال اليومين المقبلين، إذا لم يتم إدخال مساعدات غذائية عاجلة وبكميات كافية، وسط صمت دولي متخاذل واستجابة محدودة من الجهات المعنية.
مساعدات رمزية لا تفي بالحد الأدنى للاحتياج
رغم إعلان حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو عن سماحها بدخول خمس شاحنات محملة بالمساعدات إلى غزة، وصف خبراء هذه الخطوة بأنها "قطرة في بحر الاحتياج". وقال توم فليتشر، مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، إن الكمية التي دخلت القطاع لا ترقى بأي حال إلى مستوى الأزمة، مؤكدًا أن ربع مليون إنسان في غزة يواجهون حرمانًا غذائيًا شديدًا.
وأشار في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" إلى أن فرق الإغاثة تُقدّر احتمال وفاة 14 ألف رضيع خلال 48 ساعة إذا لم تصل إليهم مساعدات غذائية عاجلة، مضيفًا أن الشاحنات التي دخلت عبر معبر كرم أبو سالم لم تصل بعد إلى المحتاجين.
100 شاحنة إضافية… لا تكفي
وفي محاولة لاحتواء الضغط الدولي، سمحت سلطات الاحتلال، يوم أمس الثلاثاء، بدخول 100 شاحنة إضافية، وهو عدد لا يزال ضئيلاً مقارنة بما كان يدخل القطاع خلال فترات التهدئة، حيث كانت نحو 600 شاحنة تُدخل يوميًا. وأعرب فليتشر عن مخاوف من نهب محتمل للمساعدات وسط الفوضى واليأس المتصاعدين.
حصار خانق منذ مارس ونفاد الغذاء
جدير بالذكر أن الحصار على غزة دخل يومه الـ79 منذ 2 مارس/آذار الماضي، وهو ما تسبب في نفاد المخزونات الغذائية لدى المنظمات الدولية، لتدخل الأزمة مرحلة غير مسبوقة من الانهيار الإنساني.
وقال وسام مشتهى من منظمة "أوكسفام" إن إسرائيل تمارس حرمانًا ممنهجًا من الغذاء والماء والدواء، بالتزامن مع قصف عشوائي ووحشي، مؤكدًا أن هناك مليوني إنسان على شفا المجاعة يعانون من الجوع والمرض والصدمة والتشريد.
ضغط دولي يتصاعد ومواقف أوروبية لافتة
في تطور سياسي مهم، أصدرت بريطانيا وكندا وفرنسا بيانًا مشتركًا أدانوا فيه "المستوى غير المقبول من المعاناة البشرية في غزة"، مهددين بفرض عقوبات محددة على إسرائيل إن استمر الحصار.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن تعليق المفاوضات التجارية مع إسرائيل، فيما أكد نظيره الفرنسي جان نويل بارو أن باريس تدعم مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، قائلاً: "العنف الأعمى والحصار المفروض على المساعدات حوّل غزة إلى مقبرة. يجب أن يتوقف هذا فورًا… إنه انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية".
تحوّل في الخطاب الغربي
تمثل هذه المواقف تحولًا لافتًا في الخطاب الغربي، الذي دافع منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن ما اعتبره "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، رغم الجرائم المرتكبة بحق المدنيين. ومع تصاعد الكارثة، بدأت أصوات داخلية في الغرب تطالب بوقف الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، التي تواجه حاليًا دعوى إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية.
مطالبات بإغاثة شاملة ووقف فوري للعدوان
من جانبها، شددت بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات في منظمة "أوكسفام" للأراضي الفلسطينية، على أن المطلوب الآن هو "فتح جميع المعابر فورًا لتأمين استجابة إنسانية شاملة وآمنة"، مشيرة إلى أن القوافل الرمزية "لا تمثل تقدمًا حقيقيًا"، وأن وقف القصف وتحقيق العدالة والمساءلة هما الشرطان الأساسيان لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية المتصاعدة.
في ظل كل هذه المعطيات، تبدو غزة اليوم على شفا مجاعة جماعية، فيما يتعامل العالم مع الكارثة ببطء مخزٍ وتخاذل سياسي. إن الصمت الدولي لم يعد مجرد تقاعس، بل تواطؤ حقيقي في جريمة تُرتكب على مرأى ومسمع الجميع.







.jpg)
.jpg)