-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
كارثة إنسانية في غزة: الجوع يدفع السكان لطحن المعكرونة والعدس لصنع الخبز
أزمة الدقيق وندرة الغذاء
كارثة إنسانية في غزة: الجوع يدفع السكان لطحن المعكرونة والعدس لصنع الخبز
-
6 مايو 2025, 1:10:19 م
-
415
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، الذي يدخل شهره الثالث على التوالي، تتفاقم معاناة السكان يوماً بعد يوم. وبينما يتواصل انقطاع الإمدادات الغذائية الأساسية، يقرص الجوع بطون الصغار والكبار، دافعًا بمئات الآلاف إلى شفا كارثة صحية نتيجة سوء التغذية الحاد.
أزمة الدقيق وندرة الغذاء
تفاقمت الأزمة الإنسانية مع إعلان برنامج الأغذية العالمي ووكالة "الأونروا" عن نفاد مخزونات الدقيق، ما أدى إلى غيابه شبه التام من الأسواق وارتفاع سعر الكيس الواحد (25 كيلوغرامًا) إلى أكثر من 500 دولار. في هذا الواقع القاتم، لجأ سكان القطاع إلى حلول بديلة وغير تقليدية في محاولة للبقاء على قيد الحياة.
المعكرونة بدل الطحين: خبز من طحين غير مألوف
ضمن هذه البدائل، بدأت العائلات الغزية في طحن المعكرونة وتحويلها إلى ما يشبه الطحين. تقول أم رامي البشتلي لـ"قدس برس": "نقوم بطحن المعكرونة يدوياً أو باستخدام الخلاط إن وُجد كهرباء، ثم نخلطها بقليل من الطحين إن توفر، أو نعجنها مباشرة مع الماء والملح والخميرة". وتضيف: "نخبزها على الصاج رغم أن قوامها يصبح قاسيًا ومذاقها أقرب للبسكويت، لكنه ما لدينا لإطعام أطفالنا الذين أنهكهم الجوع".
خيارات أخرى: العدس وعلف الحيوانات
لم تتوقف محاولات التغلب على الأزمة عند المعكرونة فقط، فقد لجأ السكان أيضًا إلى طحن العدس وعلف الحيوانات بنفس الطريقة، لتحويلها إلى طحين بديل. واصطف المئات يوميًا أمام مطاحن البهارات ومحال الطحن لطحن هذه المواد.
وجبة واحدة في اليوم: صمود في وجه الجوع
بات من المعتاد أن تقتصر الوجبات اليومية على رغيفين فقط لكل فرد، وسط فقدان أكثر من 90% من أصناف الطعام. ومع وصول سعر كيلو الطحين إلى أكثر من 16 دولارًا، أصبحت إدارة الغذاء مهمة شبه مستحيلة بالنسبة لمعظم العائلات.
تحذيرات صحية دولية: الوضع "كارثي"
من جهتها، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا وصفته بـ"الخطير" حيال الوضع الصحي في غزة، مؤكدة أن النظام الصحي على وشك الانهيار الكامل. وقالت المتحدثة باسم المنظمة، مارغريت هاريس: "الوضع في غزة كارثي، ونحن قريبون جداً من الهاوية"، مشيرة إلى تزايد المخاطر الصحية نتيجة نقص الإمدادات الأساسية.
حصار خانق وتعطّل للمرافق الحيوية
منذ تسعة أسابيع، تمنع سلطات الاحتلال دخول أي مساعدات أو إمدادات إلى غزة، ما أدى إلى إغلاق المخابز والمطابخ المجتمعية، وتوقف عمل الجمعيات الخيرية. كما أعلنت المنظمات الدولية عن نفاد مستودعاتها من المواد الغذائية، بما في ذلك حليب الأطفال، ما ينذر بمأساة إنسانية قد تخرج عن السيطرة إذا لم يُكسر الحصار فورًا.
في ظل هذه الظروف القاسية، لا يزال الغزيون يصارعون الجوع والألم، بإرادة لا تنكسر رغم قسوة الحصار وغياب العالم.







