-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
درور إيدار:يجب أن نمنع قيام الدولة الفلسطينية
فقدنا رومانسيات السلام بعد 7 أكتوبر ..
درور إيدار:يجب أن نمنع قيام الدولة الفلسطينية
-
31 يوليو 2025, 10:52:24 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بقلم: درور إيدار
عن "إسرائيل اليوم"
مرت عشرون عاماً من الحروب المستمرة (تنفيذاً لخطة الانفصال عن قطاع غزة في سنة 2005) ولا تزال جراح الطرد تنزف، على خلفية وعود "كبار قادة الأمن" بأن "الانفصال سيزيد الأمن"، ثم أتى 7 تشرين الأول، الذي اعتقدنا بعده أننا فقدنا رومانسيات السلام، وأقسمنا بأنه "لن يتكرر بعد اليوم"، فهل تعلّمنا؟ هل يمكن تغيير وجهة نظرٍ أسّسنا عليها حياتنا كلها؟
أتذكّر سيناتوراً إيطالياً محترماً اقترب مني بفزع، وسأل: "سعادة السفير، إذاً، لن تُقام دولة فلسطينية؟". ماذا يفعل الإنسان حين تغرق أفكاره ونظرته إلى العالم في البحر، ويفرض عليه الواقع إعادة بناء حياته وتصوراته من جديد؟ هل يتحلى بالشجاعة ليعترف بخطئه ويطلب شفاءً روحياً في طريقه نحو تغيير حاسم في تفكيره السياسي والأيديولوجي؟
خلال مراجعتي حسابات العقدين الماضيين، ظهرت أمامي من أعماق الشبكات الاجتماعية تغريدة لحركة "السلام الآن" بعنوان: "حان وقت الاستفاقة". فرحت بها كمن وجد غنيمة عظيمة، وتساءلت هل هذه الحركة، التي شجعت على الانسحابات التاريخية من أجزاء من أرضنا، غيّرت وجهة نظرها؟ لكن، تحت هذه الجملة ظهرت لافتة جديدة، على خلفية زرقاء داكنة، يظهر فيها علم إسرائيل، وبجواره علَم منظمة التحرير الفلسطينية، وكُتب عليها: "الدولة الفلسطينية جيدة لإسرائيل".
لقد جرّبنا إعطاء عرب هذا البلد دولة مستقلة في قطاع غزة. دمرنا منازلنا، وأخرجنا موتانا، وتركنا البيوت المحمية وأنابيب الري ومعدات زراعية أُخرى. غسلوا أدمغتنا بتنبؤات عن "سنغافورة الشرق الأوسط" التي ستقوم على الساحل الجنوبي. كنا سذّجاً متفائلين بشكل لا يُعقل. وربما كنا ضحية قصور فكري منعنا من التنبؤ بالنتيجة الكارثية. تميل الأيديولوجيا الجامدة إلى تعمية عيون الذين يتمسكون بها، فلا يستطيعون استيعاب التغير الجذري في الواقع.
حدثَ السابع من تشرين الأول في بقعة من الأرض تقع على مستوى سطح البحر تقريباً، لكن هذا لم يمنع غزة من أن تتحول إلى أكبر قلعة "إرهابية" في التاريخ؛ أمّا رام الله، فتقع على ارتفاع 900 متر. وكان يجب أن تكون الحماية معكوسة: نحن في الأعلى، وأعداؤنا في الأسفل. لكن هنا، يريد "عباقرة العصر" إعطاء "البرابرة" فرصة لإعادة بناء غزة، هذه المرة، على "الستيرويدات"، على علو شاهق فوقنا، ويضيفون قائلين: "هذا جيد لإسرائيل".
في 7 تشرين الأول، غزتنا "حماس" من الجنوب ودمرت تجمعات سلمية عمل أفرادها على تحسين الظروف المعيشية لسكان غزة. إن سبب عدم تعرُّضنا لهجوم مماثل من الشرق على يد شرطة السلطة الفلسطينية ليس لأنهم يختلفون فكرياً – هم لا يختلفون؛ فالسلطة تدفع أموالاً طائلة "لقتَلة" اليهود، وبحسب عدد اليهود الذين قُتلوا.
إن سبب كبح الهجوم من الشرق هو أنهم لا يستطيعون القيام بذلك، لا أكثر، بعكس غزة، حيث تمركزنا على السياج، وتركنا "حماس" تستعد لـ"المجزرة". يعيش في الضفة الغربية نحو نصف مليون من المستوطنين الذين يحبون الأرض. ولهذا، يوجد الجيش و"الشاباك" معهم هناك، وهذا ما منع شهوة "القتل" من الشرق.
والآن، فرنسا الفاشلة تريد "مساعدتنا" من خلال إقامة خلافة إسلامية على ظهر الجبل، وتنظّم اعترافاً بدولة فلسطينية، يُعتبر جائزة لمرتكبي "مجازر" 7 تشرين الأول. إن شوارع باريس يحتلها منذ زمن مهاجرون مسلمون ينهبون المتاجر في الشوارع، ويضرمون النار في السيارات – والنتيجة واضحة؛ إن فرنسا تنتحر، وتريد جرّنا معها؛ فبعد وقت ليس بطويل لن يتذكر أحد إيمانويل ماكرون، وستبقى إسرائيل آمنة.
ما هو البديل؟ يسأل المصرّون.
أولاً، يجب ألّا نصدقهم قط، وأن نبقى دائماً يقِظين، وأن نسيطر على الأرض بين البحر والنهر. يمكنهم التصويت في مؤسساتهم. ويجب علينا تشجيع الهجرة الطوعية، ومع ذلك، من المهم فرض السيادة على بقية أجزاء أرضنا، وجلب يهود العالم إلى "أرض إسرائيل". وفي المدى الطويل ستنتصر الديمغرافيا والهجرة. نحن بحاجة إلى الصبر والإيمان.








