-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
شهادات مروعة.. تعذيب جسدي ونفسي لأسرى غزة في سجن "ركيفت"
حرمان الأسرى من المعلومات والعزل التام
شهادات مروعة.. تعذيب جسدي ونفسي لأسرى غزة في سجن "ركيفت"
-
6 مايو 2025, 1:20:44 م
-
418
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سجن ركيفت
في ظل تصاعد الانتهاكات ضد الأسرى الفلسطينيين، كشفت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" و"نادي الأسير الفلسطيني" عن شهادات جديدة صادمة لمعتقلي قطاع غزة داخل سجن "ركيفت"، وهو قسم خاص يقع تحت سجن "نيتسان – الرملة"، خُصّص لمن تصفهم سلطات الاحتلال بـ"النخبة" أو "المقاتلين غير الشرعيين".
زيارة قانونية تحت الرقابة الأمنية
وجاءت هذه الإفادات عقب أول زيارة قانونية أجرتها طواقم قانونية للمعتقلين في "ركيفت"، وسط إجراءات أمنية صارمة ومراقبة لصيقة من قبل قوات الاحتلال. وقد أجريت الزيارة في مبنى قديم شبيه بالمخزن، يتطلب الوصول إليه النزول عبر درج متهالك تنتشر فيه الحفر والصراصير، ما يعكس الظروف غير الإنسانية التي يُحتجز فيها الأسرى.
حرمان الأسرى من المعلومات والعزل التام
خلال الزيارة، مُنع المحامون من نقل أي معلومات تتعلق بالعائلات أو الوضع في الخارج، في محاولة واضحة لعزل الأسرى نفسيًا. وأكدت المؤسسات الحقوقية أن علامات الرعب والخوف بدت جلية على وجوه المعتقلين، الذين لم يتمكنوا من التأكد من هوية الزائرين إلا بعد جهد، بسبب القيود المفروضة.
"الديسكو" و"البامبرز": أساليب تعذيب بشعة
من أبرز ما ورد في الشهادات، ما رواه المعتقل وفقا للقدس برس (س.ج) عن خضوعه لتعذيب شديد منذ لحظة اعتقاله في ديسمبر 2023، بما في ذلك تحقيقات امتدت ستة أيام متواصلة باستخدام أسلوب "الديسكو" – حيث تُشغل موسيقى صاخبة بلا توقف – وأسلوب "البامبرز"، الذي يُجبر فيه المعتقل على استخدام الحفاضات دون تغيير.
وأضاف أنه حُرم من الطعام، واقتصر مشروبه اليومي على نصف كأس من الماء فقط، بينما ظل مقيدًا ومعصوب العينين طوال الوقت، قبل أن يُنقل بين عدة سجون ليصل إلى "ركيفت"، الذي وصفه بالجحيم الحقيقي.
شهادات إضافية: تعذيب ممنهج وحرمان من العلاج
أما المعتقل (و.ن)، فقد تحدث عن تعرضه للضرب والتهديد والاعتداء الجنسي، من خلال الضرب المتكرر على مناطق حساسة. كما أُجبر على الجلوس لساعات طويلة على ركبتيه، وتعرض لإصابة في إصبعه خلال نقله، في إطار سياسة تعذيب ممنهجة.
بدوره، أشار المعتقل (خ.د) إلى تكرار تعرّضه لأسلوب "الديسكو"، وتقييده لفترات طويلة مما تسبب له بآلام صدرية حادة. كما عانى من مرض الجرب دون تلقي علاج، مؤكدًا أن الحراس يعمدون إلى كسر إصبع الإبهام كوسيلة عقابية.
أما المعتقل (ع.غ)، فقد تحدث عن احتجازه 35 يومًا في معسكر "سديه تيمان"، في ظروف غير إنسانية، تعرض خلالها لفقدان الوعي عدة مرات بسبب مشاكله القلبية، دون تلقّي أي علاج. كما أُجبر على البقاء بلا ملابس أو غطاء في "بركس" مفتوح.
سجن "ركيفت": مركز للعزل والتنكيل تحت الأرض
ووفقًا لتقارير "مؤسسات الأسرى"، فإن سجن "ركيفت" يمثل جزءًا من بنية قمعية استحدثها الاحتلال بعد بدء العدوان على غزة، إلى جانب مواقع مثل "سديه تيمان، عناتوت، عوفر"، ومعسكر "منشة" لمعتقلي الضفة الغربية.
وأكدت المؤسسات أن سجن "ركيفت" يُستخدم لعزل المعتقلين الفلسطينيين جسديًا ونفسيًا، عبر إجراءات مثل المراقبة الدائمة بالكاميرات، منع الصلاة، التهديد بالقتل، الضرب أثناء "الفورة"، والإجبار على شتم الأمهات.
1747 معتقلًا من غزة تحت تصنيف "غير شرعي"
وبحسب بيانات "هيئة الأسرى"، فإن عدد المعتقلين من قطاع غزة المعترف بهم من قِبل مصلحة السجون الإسرائيلية حتى أبريل 2025، بلغ 1747 معتقلاً، جميعهم صنّفوا كمقاتلين "غير شرعيين". والعدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير، إذ لا يشمل من لا يزالون قيد الاحتجاز العسكري دون تصنيف رسمي.
ختامًا، تكشف هذه الشهادات عن واقع مرير يعيشه المعتقلون الفلسطينيون، لا سيما من قطاع غزة، في سجون الاحتلال، حيث تُمارس بحقهم أبشع أساليب التعذيب والإذلال في ظل صمت دولي مطبق.









