المساعدات: أداة جديدة للحصار

كاتب عراقي لـ"180 تحقيقات" إسرائيل تستخدم المساعدات كسلاح في الحرب النفسية

profile
  • clock 5 مايو 2025, 1:34:11 م
  • eye 477
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
أ.د. عبد الكريم عبد الجليل الوزان،

قال الأكاديمي والكاتب الصحفي العراقي أ.د. عبد الكريم عبد الجليل الوزان،  إن حكومة الاحتلال تسعى لاستخدام الحصار الاقتصادي كوسيلة ضغط غير مباشرة على حماس، من خلال تضييق الخناق على المدنيين، بهدف دفع السكان نحو الاحتجاج أو كسر الحاضنة الشعبية للمقاومة.

 

وأشارإلى أن هذا الأسلوب يندرج ضمن أدوات الحرب النفسية التي تشمل الإشاعات، والدعاية، والمناورة، بما في ذلك محاولة خلق فتنة داخلية بين المقاومة والسكان، وتحميلها مسؤولية الحصار والمعاناة اليومية، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا لأخلاقيات الصراع والقانون الدولي.

 

يذكر انه في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، جدد المكتب الإعلامي الحكومي رفضه القاطع للمخطط الإسرائيلي الرامي إلى فرض آلية توزيع جديدة للمساعدات الإنسانية، وصفها بـ"الخبيثة"، لما تحمله من أبعاد سياسية وأمنية تهدف إلى إخضاع السكان الفلسطينيين ومحاولة تفكيك النسيج الاجتماعي في القطاع المحاصر.

 

رفض قاطع لتسييس العمل الإنساني

 

أكد المكتب الإعلامي في بيان أن محاولة الاحتلال الإسرائيلي توزيع المساعدات عبر مراكز خاضعة لسيطرته العسكرية تمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ العمل الإنساني الدولي، وتهدف إلى تحويل المساعدات من أداة نجدة وإنقاذ إلى وسيلة ابتزاز وضغط سياسي.

 

وأوضح البيان أن هذه الآلية التعسفية تُجرد العمل الإنساني من حياده واستقلاليته، وتُخالف اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر استغلال حاجة المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية من قبل قوة الاحتلال.

 

المساعدات: أداة جديدة للحصار

 

أشار البيان إلى أن الاحتلال لا يسعى فقط إلى تنظيم عملية توزيع المساعدات، بل يهدف إلى ترسيخ الحصار الخانق على قطاع غزة، عبر أسلوب جديد من الضغط النفسي والسياسي يطال الفئات الأضعف في المجتمع، من نساء وأطفال وكبار سن ومرضى.

 

وأكد المكتب أن ما يجري هو محاولة خطيرة لتوظيف العمل الإغاثي ضمن أجندة الاحتلال، محذرًا من أن ذلك يُهدد حياة ملايين المدنيين، ويُشكل سابقة خطيرة في تقويض قواعد القانون الدولي الإنساني.

 

إجماع دولي على الرفض

 

المكتب الإعلامي ثمّن مواقف المؤسسات والمنظمات الدولية التي عبّرت عن رفضها الانخراط في آلية توزيع منحازة أو مشروطة من قبل الاحتلال، مشددًا على أن أي دعم إنساني يجب أن يتم عبر مؤسسات دولية محايدة، تضمن الوصول العادل لكل المحتاجين دون تمييز أو تدخل سياسي.

 

دعوة لتحرك عاجل وفتح المعابر

 

وجدد المكتب دعوته للمجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمنظمات الحقوقية، إلى ممارسة الضغط الفوري على الاحتلال الإسرائيلي من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة، وفتح المعابر بشكل دائم وآمن أمام تدفق المساعدات الإنسانية.

 

وأوضح البيان أن الوضع الكارثي الذي يعيشه أكثر من 2.4 مليون إنسان في غزة يتطلب تحركًا عاجلاً يتجاوز البيانات والتصريحات، ويضع حدًا لجريمة التجويع الجماعي التي تُمارس بحق الشعب الفلسطيني.

 

"الاحتلال ليس وسيطاً إنسانياً بل أصل المأساة"

 

واختتم البيان بتأكيد أن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن يكون طرفًا في أي عملية إنسانية، لأنه السبب الرئيس في المأساة، داعيًا إلى كسر الحصار فورًا واستعادة كرامة الإنسان الفلسطيني التي تُنتهك كل ساعة.

وختم المكتب الإعلامي بالقول: "إن صمت العالم عن هذه الجريمة يُعد تواطؤًا غير مباشر، ويُهدد منظومة القيم الإنسانية بأسرها".

التعليقات (0)