-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
الاحتلال يشرع بتغيير معالم "حوش الشهابي" التاريخي قرب الأقصى لتكريس التهويد
الأحواش المقدسية: جزء من الذاكرة والتاريخ
الاحتلال يشرع بتغيير معالم "حوش الشهابي" التاريخي قرب الأقصى لتكريس التهويد
-
5 مايو 2025, 1:47:49 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
في خطوة جديدة ضمن محاولات تهويد مدينة القدس المحتلة، شرعت طواقم بلدية الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، بتنفيذ أعمال إنشائية تهدف إلى توسعة وتغيير معالم محيط مبنى "حوش الشهابي" التاريخي، الواقع في قلب البلدة القديمة من المدينة المقدسة، بالقرب من المسجد الأقصى المبارك.
تغييرات بنيوية لتهيئة الموقع للمستوطنين
تسعى سلطات الاحتلال من خلال هذه الأعمال إلى تهيئة المبنى ومحيطه لاستيعاب أعداد متزايدة من المستوطنين والمتطرفين من جماعات "الهيكل" المزعوم، الذين يتعمدون أداء طقوس تلمودية في المنطقة، مستغلين قرب الموقع من المسجد الأقصى بهدف فرض واقع ديني جديد على الأرض.
ويمثل هذا التحرك حلقة ضمن سلسلة من الإجراءات الممنهجة لتغيير الطابع الإسلامي والتاريخي للبلدة القديمة، وتكريس السيطرة الإسرائيلية على محيط الحرم القدسي الشريف.
أهمية "حوش الشهابي" ومكانته الإسلامية
يُعرف "حوش الشهابي" أيضًا باسم "رباط الكرد"، ويقع قرب باب الحديد، أحد الأبواب الغربية للمسجد الأقصى، ما يجعله أقرب مبنى إسلامي للحرم الشريف. وتعود أصول هذا المبنى الوقفي إلى العصر المملوكي، ويُعد من أبرز المعالم الإسلامية التاريخية في القدس.
ويتميّز المبنى بمساحته الكبيرة، التي تُقدَّر بنحو دونمين (ألفي متر مربع)، ويضم عددًا من الغرف والساحات والممرات الواسعة، ما يجعله هدفًا مغريًا للاحتلال ضمن مشروعه المستمر لتغيير الطابع الديموغرافي والديني في المنطقة.
تغيير وظيفي وتاريخي للأوقاف الإسلامية
تأتي هذه الإجراءات في ظل تجاهل متواصل لـ"الوضع القائم" في القدس، والذي ينص على إدارة الأوقاف الإسلامية للمواقع المقدسة من قبل وزارة الأوقاف الأردنية، ممثلة بدائرة الأوقاف ومجلس الأوقاف الإسلامية.
وقد أكدت الأمم المتحدة، عبر العديد من قراراتها، ضرورة احترام هذا الوضع القائم، واعتباره مرجعية قانونية وإدارية معترف بها دوليًا، إلا أن سلطات الاحتلال تواصل انتهاك هذه القرارات بشكل صارخ.
تهويد متسارع منذ عام 1967
الخطوة الأخيرة تأتي ضمن تصعيد غير مسبوق من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلال مدينة القدس عام 1967، حيث يعمل على فرض وقائع جديدة تهدف إلى تغيير هوية المدينة ومقدساتها الإسلامية، لا سيما المسجد الأقصى.
ويتزامن هذا التصعيد مع العدوان المستمر على الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يعكس استراتيجية شاملة لتفريغ المدينة من طابعها الفلسطيني والعربي، وتعزيز الوجود الاستيطاني والمتطرف في محيط الأقصى.
الأحواش المقدسية: جزء من الذاكرة والتاريخ
من الجدير بالذكر أن "الحوش" في مدينة القدس يُستخدم للدلالة على عقار كبير تسكنه عائلة ممتدة، وغالبًا ما يُطلق عليه اسم العائلة المالكة. وتُعد الأحواش جزءًا من التراث العمراني والاجتماعي المقدسي، حيث سكنت فيها عائلات مقدسية عريقة، وهو ما يُضاعف من قيمة "حوش الشهابي" التاريخية والثقافية.
إن السيطرة الإسرائيلية على هذا المبنى التاريخي تُعد محاولة لمسح معالم المدينة الأصلية، وإعادة تشكيل هويتها بما يخدم أهداف الاحتلال التهويدية.
دعوات لوقف الاعتداء على المعالم الإسلامية
في ظل هذه التطورات، تبرز الحاجة إلى تحرك فاعل من الجهات الدولية والمنظمات المعنية بالتراث والحقوق الدينية، للضغط على سلطات الاحتلال لوقف ممارساتها التي تُهدد التراث الإسلامي والعربي في القدس.
كما يُطالب المقدسيون بضرورة تعزيز الصمود، وحماية الأماكن الوقفية من المصادرة أو التغيير، مؤكدين أن ما يجري ليس مجرد تطوير عمراني، بل هو عدوان على الذاكرة والهوية والتاريخ.









