-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
قراءة عسكرية – أمنية | ما بعد الضربة الأولى: إيران في اختبار البقاء
قراءة عسكرية – أمنية | ما بعد الضربة الأولى: إيران في اختبار البقاء
-
13 يونيو 2025, 1:39:52 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ما كشفته الضربة الإسرائيلية الأخيرة على العمق الإيراني يتجاوز مفهوم "عملية جوية محدودة"، ويؤسس لنقطة تحوّل استراتيجية في توازن الردع في المنطقة، ويضع المشروع الإيراني في مواجهة مباشرة مع الحقيقة المرة: انكشاف استخباراتي، ترهل دفاعي، وتفكك في منظومة الرد.
الضربة، كما بات واضحًا، لم تكن تهدف فقط إلى تدمير منشآت أو اغتيال قادة، بل جاءت بصيغة "ضربة تأسيسية لمرحلة جديدة"، فيها وضعت إسرائيل إيران أمام اختبارٍ وجوديّ وليس فقط أمني أو عسكري.
الخسارة القيادية المباشرة – عبر اغتيال رؤوس هرم الحرس الثوري في سلاح الجو ومنظومات المسيرات والدفاع الجوي – تمثل ضربة قاصمة، لأن الوصول إليهم في قلب مقر محصن وتحت الأرض يشير إلى اختراق استخباري يفوق كل ما شهدته إيران سابقاً، ويعيد إلى الأذهان عمليات سابقة، لكنها أقل عمقاً، مثل اغتيال فخري زادة.
شل الدفاعات الجوية وغياب أي رد فوري من طهران على الهجمات يؤشر على فشل في القدرة العملياتية على حماية المجال الجوي أو الرد عليه، ما يعزز فرضية أن إسرائيل حيّدت شبكة الدفاع الجوي بالكامل في ضربة واحدة، وهذا بحد ذاته سبق عملياتي غير مسبوق.
الغموض الإيراني بعد الضربة وغياب الرد الفوري يفتح الباب لتفسيرات متعددة، كلها تصب في خانة الضعف، وليس في سياق "الحكمة الاستراتيجية". الرد المؤجل أو الخافت يفقد قيمته الردعية، ويؤكد أن المشروع الإيراني تلقى ضربة نفسية ومعنوية، لا تقل خطورة عن العسكرية.
الرد الإيراني إن حدث مستقبلاً، سيكون – حسب تقديرات مراقبين – محكوماً بأربعة اعتبارات:
1. الرغبة في حفظ ماء الوجه أمام الداخل الإيراني والشارع الشيعي في المنطقة.
2. الحذر من إشعال حرب شاملة تفقد النظام توازنه.
3. انكشاف البنية القيادية للمشروع الإيراني بعد الضربة.
4. الفجوة الكبيرة بين التهديد الإعلامي والقدرة الفعلية.
ما بعد الضربة الأولى ليس كما قبلها. نحن أمام مرحلة قد تكون فاصلة في مشهد القوة بالشرق الأوسط:
إما تنهار صورة إيران كقوة إقليمية عظمى ويُفتح الباب أمام موجة داخلية تُضعف النظام جذريًا.
أو تغامر إيران برد لا يُبقي لها ظهرًا في ظل الجهوزية الإسرائيلية التامة.
خلاصة القراءة:
الضربة لم تستهدف المنشآت بقدر ما استهدفت الهيبة، والمركز العصبي، ورمزية القيادة الإيرانية. الرد الإيراني إن تأخر، لن يكون سوى صدىً لحدثٍ قد غيّر بالفعل قواعد اللعبة.






