-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
أكسيوس: إسرائيل خططت لضرب إيران على مدى ثمانية أشهر
أكسيوس: إسرائيل خططت لضرب إيران على مدى ثمانية أشهر
-
13 يونيو 2025, 11:32:56 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
نفّذ الاحتلال الإسرائيلي، ليلًا، عدوانا واسع النطاق استهدف منشآت إيران النووية، ومواقع الصواريخ، وعددًا من العلماء والقيادات العسكرية، في هجوم كان قيد الإعداد السري منذ ثمانية أشهر، بحسب تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي. واعتُبرت العملية بمثابة بداية حرب جديدة في الشرق الأوسط، قد تتسع لتشمل الولايات المتحدة، وتقضي نهائيًا على أي آمال بإحياء الاتفاق النووي، كما اعتبرها البعض الضربة الأكبر للنظام الإيراني منذ ثورة عام 1979.
عملية متواصلة: هدفها تدمير القدرات النووية والصاروخية
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده بدأت عملية تهدف إلى "القضاء" على قدرات إيران النووية والصاروخية، متوقعًا أن تستمر هذه العملية عدة أيام، بينما أشار مسؤولون إسرائيليون آخرون إلى أنها قد تمتد لأسابيع.
ففي الساعات الأولى من الهجوم، حاولت إسرائيل اغتيال علماء نوويين تزعم أنهم يمتلكون المعرفة الضرورية لصنع قنبلة نووية. وقد استُهدف نحو 25 عالمًا، وأكدت التقارير مقتل اثنين منهم على الأقل حتى الآن. كذلك استهدفت إسرائيل قيادات رفيعة في الجيش الإيراني، وتم تأكيد مقتل قائد الحرس الثوري ورئيس أركان القوات المسلحة، إلى جانب جنرال كبير آخر.
ولم تقتصر العملية على الضربات الجوية، إذ أعلن مسؤولون إسرائيليون أن جهاز "الموساد" الإسرائيلي نشر عملاء على الأرض لتنفيذ عمليات تخريب سرية استهدفت مواقع دفاع جوي وصاروخي إيرانية. ومن المتوقع أن تواصل إسرائيل ضرب منشآت إيران النووية تحت الأرض، إلى جانب أهداف أخرى، خلال الأيام المقبلة.
التخطيط للهجوم بدأ بعد تصعيد أكتوبر
بحسب "أكسيوس"، جاءت فكرة شن عملية تستهدف في وقت واحد برنامجي إيران النووي والصاروخي، بعدما تعرّضت إسرائيل لضربة إيرانية في أكتوبر الماضي، ضمن سلسلة من التصعيدات المتبادلة بين البلدين. واعتبر نتنياهو البرنامجين تهديدًا وجوديًا لكيان الاحتلال، ما دفعه لإصدار أوامر للجيش وأجهزة الاستخبارات بالبدء في التخطيط.
وشملت الدوافع وراء العملية تنامي ترسانة إيران الصاروخية، إضافة إلى تراجع قدراتها الدفاعية الجوية نتيجة للضربات الإسرائيلية السابقة. وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن معلومات استخباراتية أشارت إلى أن إيران قد تكون قادرة على تصنيع قنبلة نووية في وقت أقصر مما كان يُعتقد، إذا قررت القيام بذلك.
وكان من ضمن العوامل التي زادت من الإلحاح، خطط إيران لافتتاح منشأة تخصيب نووي تحت الأرض خلال الأسابيع المقبلة، ستكون محصّنة حتى أمام القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات.
توتر داخلي بين واشنطن وتل أبيب
حتى في الوقت الذي كانت فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى لإبرام اتفاق نووي مع إيران، كانت إسرائيل تمضي قدمًا في استعداداتها للهجوم: جمعت المعلومات الاستخباراتية، وحركت قواتها، وأجرت مناورات عسكرية.
هذه التحركات أثارت قلق بعض مسؤولي البيت الأبيض، الذين خافوا أن تُقدم إسرائيل على الضربة دون تنسيق مع واشنطن. وردّ نتنياهو بتأكيده لترامب أنه لن يشن هجومًا دون إذن. أما الإدارة الأمريكية فأبلغت نتنياهو أنه في حال قررت إسرائيل مهاجمة إيران، فإنها ستكون بمفردها.
ترامب نفسه أعرب، في تصريحات علنية قبل الهجوم بساعات، عن معارضته للعملية، محذرًا من أنها قد "تُفجّر" المفاوضات النووية مع إيران.
هل تم التنسيق بين تل أبيب وواشنطن؟
رغم التصريحات العلنية الأمريكية، قال مسؤولون إسرائيليون لموقع "أكسيوس" إن العملية كانت منسقة مع واشنطن خلف الكواليس. وزعم مسؤولان إسرائيليان أن ترامب وفريقه كانوا يعارضون الهجوم علنًا فقط، لكنهم لم يعارضوه في الاجتماعات المغلقة. وأضاف أحدهما: "حصلنا على ضوء أخضر أمريكي واضح".
وكان الهدف من هذا التكتم هو تضليل طهران وإيهامها بأن هجومًا إسرائيليًا ليس وشيكًا، حتى لا تُقدم على نقل شخصياتها المستهدفة إلى مواقع آمنة. كما نقل مساعدو نتنياهو للصحافة الإسرائيلية أن ترامب اتصل به في مكالمة حاول فيها إيقاف الهجوم، لكنهم أقروا لاحقًا أن المكالمة تناولت التنسيق النهائي قبيل بدء الضربة.
واشنطن تنفي تورطها في العملية
حتى اللحظة، لم تؤكد الإدارة الأمريكية أي دور في العملية. بل على العكس، فقد حرصت على إظهار مسافة واضحة بينها وبين الضربة. ففي تصريحات علنية ورسائل خاصة لحلفاء واشنطن، أوضحت الإدارة أن الهجوم كان إسرائيليًا "أحاديًا".
وأكد وزير الخارجية ماركو روبيو بسرعة أن الهجوم تم دون أي مشاركة أمريكية. لاحقًا، أكد ترامب أنه كان يعلم مسبقًا بالضربة، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة لم تشارك فيها عسكريًا.
ويبقى من غير المعروف حتى الآن إلى أي درجة قدمت واشنطن دعمًا استخباراتيًا أو لوجستيًا أو دفاعيًا لإسرائيل.
الرد الإيراني المرتقب
مع استمرار العملية، تستعد إسرائيل لهجوم مضاد من إيران قد يشمل مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي قد تستهدف الأراضي الإسرائيلية، وربما قواعد أمريكية في المنطقة أيضًا.
وقد توعد مسؤولون إيرانيون، يوم الجمعة، بأن الرد لن يقتصر على إسرائيل فقط، بل سيشمل الولايات المتحدة أيضًا.






