ما وراء الإخفاق الإسرائيلي في منع الصواريخ اليمنية؟

قراءة عسكرية: دلالات استمرار إطلاق الصواريخ من اليمن على إسرائيل وإرباك الشارع الإسرائيلي

profile
  • clock 10 يونيو 2025, 7:52:40 م
  • eye 416
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
صورة من الفيديو

محمد خميس

في تطور ميداني يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، دوت صفارات الإنذار مساء الثلاثاء في مدينتي القدس وتل أبيب، بالتزامن مع إطلاق صاروخ من الأراضي اليمنية باتجاه الكيان الإسرائيلي، ما أثار حالة من الذعر والإرباك داخل الشارع الإسرائيلي، وأجبر السلطات على توقيف حركة الملاحة الجوية في مطار "اللد" الدولي.

صاروخ يمني يربك إسرائيل مجددًا

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن الهجوم الصاروخي انطلق من اليمن، فيما أكد الجيش الإسرائيلي رصده الصاروخ وإطلاق عدة صواريخ اعتراضية لمحاولة التصدي له. إلا أن التصريحات الرسمية اتسمت بالغموض، حيث لم يُحسم ما إذا كان الصاروخ قد تم اعتراضه فعليًا أم لا.

هذا التطور يُعد الأحدث في سلسلة من الهجمات الصاروخية التي تُنسب إلى جماعة "أنصار الله" اليمنية، والتي أكدت في بيانات سابقة أن ضرباتها الصاروخية تأتي ردًا على الحرب الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة.

دلالات عسكرية وأمنية للهجمات اليمنية المتكررة

1. نقل المعركة إلى العمق الإسرائيلي

استمرار الهجمات من اليمن يعكس تحولًا استراتيجيًا في قواعد الاشتباك، حيث باتت جبهات بعيدة جغرافيًا عن فلسطين تُمثّل تهديدًا حقيقيًا للعمق الإسرائيلي. وهذا ينقل المعركة من حدود غزة إلى دائرة أوسع تشمل البحر الأحمر والجزيرة العربية، ما يُصعّب من مهام الرصد والتصدي.

2. تآكل هيبة "القبة الحديدية"

العجز المتكرر عن اعتراض الصواريخ أو تأكيد اعتراضها يعكس تآكلًا تدريجيًا في هيبة منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، والتي لطالما سوّقتها تل أبيب على أنها "الأكثر تطورًا" في المنطقة. فعدم القدرة على منع الصواريخ الباليستية طويلة المدى القادمة من اليمن يُبرز نقاط الضعف في المنظومات الدفاعية أمام تهديدات غير تقليدية.

3. الإرباك النفسي والإعلامي داخل إسرائيل

إن دوي صافرات الإنذار في القدس وتل أبيب، وهما من أكبر المدن الإسرائيلية، ليس حدثًا عابرًا من الناحية النفسية أو السياسية. فكل صاروخ يمر من الدفاعات الإسرائيلية أو حتى مجرد محاولة اعتراضه يعيد للأذهان مشاهد القلق والخوف لدى السكان، ويطرح تساؤلات جدية حول قدرة الدولة على حماية مواطنيها.

4. توسيع رقعة المواجهة الإقليمية

الهجمات الصاروخية من اليمن، بالتزامن مع ما تشهده جبهات جنوب لبنان وسوريا والعراق من توتر، تؤكد أن الردود على جرائم الاحتلال في غزة لم تعد محصورة في الداخل الفلسطيني، بل امتدت إلى محاور إقليمية بدأت تدخل مرحلة "التنسيق غير المباشر" في استهداف إسرائيل.

ما وراء الإخفاق الإسرائيلي في منع الصواريخ اليمنية؟

 

عدم قدرة إسرائيل على منع صواريخ اليمن يعكس عدة مؤشرات استراتيجية خطيرة:

المسافات البعيدة وتعقيد التنبؤ بالمسار يجعل التصدي للصواريخ أكثر صعوبة.

التنوع في نوعية المنصات التي تُطلق منها الصواريخ يعقّد عمليات الاستخبارات والرصد.

الانتشار المحدود لمنظومات الدفاع الجوي بعيدًا عن حدود قطاع غزة، بسبب التركيز على جبهات تقليدية، يُضعف الجاهزية في الجبهات البعيدة.

هجمات اليمن تحوّل معادلة الردع

بات واضحًا أن الهجمات المتكررة من اليمن على إسرائيل لم تعد رمزية أو استعراضية، بل أصبحت عنصرًا مؤثرًا في المعادلة الإقليمية، تُربك حسابات الاحتلال وتُحرجه أمام جمهوره الداخلي، وتزيد من الضغط على مؤسساته الأمنية والسياسية.

التعليقات (0)