النكبة مستمرة والمقاومة تتجدد

في الذكرى الـ77 للنكبة.. الضفة تنزف مجددًا تحت جرافات الاحتلال وتصاعد العدوان في غزة

profile
  • clock 15 مايو 2025, 1:41:57 م
  • eye 417
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

 

تزامنًا مع الذكرى السنوية الـ77 للنكبة الفلسطينية، لم تكتفِ إسرائيل بإحياء الحدث عبر الذاكرة المؤلمة، بل اختارت أن تكرره ميدانيًا، من خلال تصعيد انتهاكاتها في الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر سياسة منظمة من الاقتحامات والهدم والعدوان العسكري المكثف.

 

الاحتلال يمعن في الانتهاكات في ذكرى النكبة

 

في مشهد يعكس الاستهتار الإسرائيلي بالحقوق الفلسطينية والمواثيق الدولية، كثّفت قوات الاحتلال من اقتحاماتها لمدن الضفة الغربية، حيث اقتحمت جرافات عسكرية عدة مخيمات ومناطق سكنية، ما أدى إلى تدمير منازل وبُنى تحتية وتهجير عشرات العائلات. كما تم استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي ضد المدنيين والمتظاهرين السلميين الذين خرجوا لإحياء ذكرى النكبة.

الذكرى التي تعني للفلسطينيين تجديد العهد على التمسك بحق العودة، قابلها الاحتلال بمزيد من الانتهاكات، وكأنها رسالة متعمدة مفادها أن النكبة مستمرة، لا سيما في ظل الصمت الدولي.

 

سياسة هدم ممنهجة واقتحامات يومية

لم تكن الأحداث الأخيرة استثناءً، بل تأتي ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة لهدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم قسريًا، تحت ذرائع أمنية واهية. فبينما تُحرم العائلات من أبسط مقومات الحياة، يواصل الاحتلال التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية، في تصعيد خطير يقوض فرص السلام ويكرس نظام الفصل العنصري.

وترافقت هذه العمليات مع اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى، واعتقالات واسعة شملت نساءً وأطفالاً وشباناً، ما يكرس نمطًا من العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني.

 

صراع فلسطيني من أجل الحقوق وتقرير المصير

رغم كل التحديات، يواصل الشعب الفلسطيني نضاله من أجل تقرير مصيره واستعادة حقوقه المشروعة، بما في ذلك حق العودة والعيش بكرامة. ويمثل إحياء ذكرى النكبة في كل عام مناسبة وطنية للتأكيد على رفض أي تسويات تنتقص من الحقوق الأساسية.

ويؤكد الفلسطينيون، داخل الوطن وخارجه، أن الكفاح لن يتوقف أمام آلة القمع الإسرائيلية، وأن التهجير والقتل والتدمير لن تُسقط حق العودة أو تُنهي الحلم الفلسطيني بالدولة المستقلة.

 

رفض شعبي للتهجير القسري وحرب الإبادة

 

في مواجهة ما وصفه محللون بـ"حرب إبادة جماعية" تمارسها إسرائيل، خاصة في غزة، أبدى الفلسطينيون رفضًا قاطعًا لأي محاولات لإعادة إنتاج التهجير القسري الذي شهده عام 1948. وأكدت الفعاليات الشعبية والرسمية أن الرد على سياسات الاحتلال هو بالصمود والتجذر في الأرض، وليس بالاستسلام أو التراجع.

هذه المواقف تترافق مع دعم شعبي عربي ودولي متصاعد، يدين ممارسات الاحتلال ويدعو إلى محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب المرتكبة.

 

تصعيد عسكري غير مسبوق في غزة

 

في موازاة القمع في الضفة، تشهد غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق من قبل قوات الاحتلال، حيث شنت الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة على مناطق مأهولة بالسكان، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وتدمير واسع في البنية التحتية.

ويصف مراقبون ما يجري بأنه محاولة إسرائيلية لإخضاع القطاع عبر الحصار والنار، في حين تواصل الفصائل الفلسطينية الرد على العدوان، ما ينذر بمزيد من التصعيد والانفجار في المنطقة.

 

 النكبة مستمرة والمقاومة تتجدد

 

في الذكرى الـ77 للنكبة، يتجدد الألم الفلسطيني، لكنه يقابَل بإصرار أكبر على المقاومة والبقاء. وبينما تستمر إسرائيل في ارتكاب جرائمها بحق المدنيين الفلسطينيين، يزداد الوعي الدولي بضرورة وقف الانتهاكات وتحقيق العدالة.

فما يجري اليوم في الضفة وغزة، يؤكد أن النكبة ليست مجرد ذكرى، بل واقع مستمر لا ينتهي إلا بزوال الاحتلال وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني.

 

التعليقات (0)