-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
غزة تودّع الرضيع هود عرفات بعد 7 أيام من ولادته: الموت جوعًا يفتك بالأطفال وسط صمت دولي
أرقام كارثية: أكثر من 203 ألف شهيد وجريح في حرب الإبادة
غزة تودّع الرضيع هود عرفات بعد 7 أيام من ولادته: الموت جوعًا يفتك بالأطفال وسط صمت دولي
-
26 يوليو 2025, 2:12:52 م
-
417
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
الرضيع هود عرفات ضحية جديدة للمجاعة في غزة: لا حليب، لا دواء، لا إنسانية
استشهد الرضيع الفلسطيني "هود عرفات"، اليوم السبت، في مستشفى المعمداني بمدينة غزة، بعد 7 أيام فقط من ولادته، بسبب سوء التغذية الحاد الناتج عن انعدام الحليب والمكملات الغذائية، وسط استمرار سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في أكتوبر 2023.
وأكدت مصادر طبية أن الرضيع وصل إلى المستشفى في حالة حرجة، وُلد بوزن أقل من المعدل الطبيعي نتيجة نقص التغذية أثناء الحمل، وتوفي لاحقًا بسبب عدم توفر الحليب أو الغذاء اللازم لبقائه على قيد الحياة.
صرخة عائلة عرفات: "الطفل توفي والعالم يتفرج"
قال خليل عرفات، عم الطفل الشهيد، إن "الطفل هود توفي بعمر 7 أيام جراء نقص الحليب ونقص الغذاء"، متسائلًا:
"أين هي شاحنات المساعدات التي تتحدث عنها إسرائيل؟ لا يوجد في القطاع لا حليب ولا طعام. الطفل توفي وكل العالم يشاهد مأساتنا."
وأظهرت صور مؤلمة الأب يحمل جثمان طفله بصمت وعجز، بينما ترقد الأم في المستشفى تعاني من مضاعفات صحية بسبب عملية قيصرية أُجريت في ظروف صحية متدهورة.
مجاعة غزة تفتك بالأطفال: 83 طفلًا ضحية سوء التغذية حتى الآن
وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، 122 فلسطينيًا استشهدوا نتيجة الجوع وسوء التغذية، من بينهم 83 طفلًا، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وصرح منير البرش، مدير عام وزارة الصحة، أن 9 فلسطينيين قضوا في 24 ساعة فقط بسبب الجوع، منهم طفلان.
كما أعلنت الوزارة أن لديها أكثر من 26,677 حالة سوء تغذية مسجلة رسميًا، مشيرة إلى أن أكثر من 260 ألف طفل دون سن الخامسة بحاجة ماسة للغذاء والمكملات الغذائية.
المرصد الأورومتوسطي: سياسة تجويع ممنهجة تقتل الأطفال والمسنين
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان اليوم، إن نحو 1,200 مسن فلسطيني استشهدوا خلال الشهرين الماضيين نتيجة التجويع وسوء التغذية والحرمان من العلاج، معتبرًا أن ما يجري في غزة هو نمط من أنماط القتل العمد المحظور دوليًا.
وأضاف المرصد أن تسجيل هذه الوفيات كحالات "طبيعية" يمثل تضليلًا للحقائق، في وقت يتم فيه تفكيك النظام الصحي بالكامل، وتدمير البنية التحتية للمساعدات والرعاية.
المعابر مغلقة والمساعدات محاصَرة: إسرائيل تنسحب من التهدئة وتغلق غزة
منذ 2 مارس 2025، تراجعت إسرائيل عن تنفيذ اتفاق التهدئة مع حركة حماس، وأغلقت معابر غزة بالكامل أمام المساعدات، تاركة شاحنات مساعدات مكدّسة على الحدود، بينما يموت الأطفال جوعًا داخل القطاع.
وفي تطور خطير، تُستخدم مؤسسة تدعى "غزة الإنسانية" - ذات الصبغة الإسرائيلية الأميركية - كغطاء لفرض معادلة الموت تحت شعار العمل الإنساني، وهي مرفوضة دوليًا وأمميًا.
أرقام كارثية: أكثر من 203 ألف شهيد وجريح في حرب الإبادة
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، وحتى اليوم، أسفرت الحرب عن:
أكثر من 203 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال.
11 ألف مفقود تحت الأنقاض أو في المناطق المنكوبة.
مئات آلاف النازحين.
مجاعة شاملة أزهقت أرواح عشرات الأطفال.
دمار هائل مسح معظم مدن غزة من على الخريطة.
كل ذلك يجري تحت غطاء أميركي مباشر، رغم أوامر صريحة من محكمة العدل الدولية بوقف الحرب ومنع الإبادة.
الرضيع هود هو وجه الحقيقة.. وجريمة التجويع مستمرة
رحل الرضيع "هود عرفات"، لكن صوته صارخ في وجه الإنسانية الصامتة. إنه رمز للمرحلة: طفل يموت جوعًا أمام أعين العالم، في القرن الحادي والعشرين، بلا غذاء، ولا حليب، ولا دواء.
في قطاع غزة، الأطفال لا يموتون بسبب الحرب فقط، بل بسبب التجاهل، والسياسة، والصمت الدولي.
والسؤال الصادم: كم "هود" يجب أن يموت حتى يستيقظ الضمير العالمي؟






