-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
غوتيريش: ما يحدث في غزة أزمة أخلاقية تتحدى الضمير الإنساني.. والأطفال "يريدون الجنة لأن فيها طعامًا"
المجتمع الدولي في اختبار أخلاقي.. وكلمات الإدانة لا تطعم الجياع
غوتيريش: ما يحدث في غزة أزمة أخلاقية تتحدى الضمير الإنساني.. والأطفال "يريدون الجنة لأن فيها طعامًا"
-
26 يوليو 2025, 2:23:00 م
-
416
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
غوتيريش
محمد خميس
الأمين العام للأمم المتحدة: لا شيء يبرر انفجار الموت والدمار في غزة
في تصريح غير مسبوق من حيث القوة والمضمون، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ما يجري في قطاع غزة منذ نحو عامين بأنه "أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي"، مؤكدًا أن المجاعة والدمار الذي يضرب غزة يتجاوز أي مأساة إنسانية في العصر الحديث.
وفي خطاب عبر الفيديو ألقاه أمام الجمعية العالمية لمنظمة العفو الدولية في العاصمة التشيكية براغ، اليوم السبت، شدد غوتيريش على أن ما تشهده غزة لا يمكن تبريره سياسيًا أو عسكريًا أو أخلاقيًا، قائلاً: "لا أستطيع تفسير مستوى اللامبالاة والتقاعس من قبل الكثيرين في المجتمع الدولي. هناك انعدام في الرحمة، وفي الحقيقة، وفي الإنسانية".
موظفو الأمم المتحدة في غزة: جياع لا أحياء ولا أموات
أشار غوتيريش إلى أن موظفي الأمم المتحدة أنفسهم في غزة يتضورون جوعًا، موضحًا أن عددًا منهم قال: "إنهم لا يشعرون بأنهم أحياء ولا أموات".
ووصف الظروف التي يعمل فيها موظفو الإغاثة بأنها "غير قابلة للتخيل"، في ظل حصار شامل ومنع شبه كامل لوصول المساعدات.
وفي واحدة من أكثر الجمل المؤثرة، نقل غوتيريش عن أطفال فلسطينيين قولهم: "نريد الذهاب إلى الجنة، لأن فيها طعامًا."
في تعبير يعكس العمق المأساوي لمعاناة أطفال غزة تحت الحصار والمجاعة.
أكثر من ألف شهيد في "مصائد المساعدات": الجوع يقتل الفلسطينيين بلا اشتباك
قال الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة وثّقت مقتل أكثر من 1,000 فلسطيني منذ 27 مايو/أيار 2025، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، مؤكدًا أنهم لم يُقتلوا في اشتباكات، بل "في لحظات يأس أثناء البحث عن الغذاء لأسرهم".
وفي السياق نفسه، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الوفيات نتيجة الجوع وسوء التغذية ارتفع إلى 122 شهيدًا، بينهم 83 طفلًا، منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
المجتمع الدولي في اختبار أخلاقي.. وكلمات الإدانة لا تطعم الجياع
رغم الإدانات المتكررة، أقر غوتيريش بأن الكلمات وحدها لا تُطعم الأطفال الجياع، داعيًا إلى تحرك فوري وعاجل لوقف الكارثة، وتوفير وصول إنساني شامل وفوري للمساعدات دون عوائق.
كما جدد مطالبته بوقف فوري ودائم لإطلاق النار و إطلاق سراح جميع المحتجزين و اتخاذ خطوات ملموسة نحو حل الدولتين و "الناس ليسوا أحياء ولا أموات": تحذيرات دامية من الأونروا
من جهته، قال المفوض العام لـ"الأونروا" فيليب لازاريني: "الناس في غزة ليسوا أحياء ولا أمواتاً، إنهم جثث تمشي على الأرض".
وأضاف أن العاملين في القطاع الصحي بدأوا ينهارون من الجوع أثناء تقديمهم للمساعدات، وأن العائلات لم تعد قادرة على البقاء أو حتى رعاية أطفالها، وهو ما يشير إلى انهيار النظام الإنساني بالكامل في غزة.
العفو الدولية: إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح إبادة
في بيان شديد اللهجة، أكدت منظمة العفو الدولية أن "إسرائيل" ترتكب جريمة إبادة جماعية في غزة عبر استخدام التجويع كسلاح حرب ممنهج.
وقالت المنظمة إن نظام توزيع المساعدات قائم على التمييز والتسليح والمنع، ما حول ما يُعرف بـ"نقاط المساعدات" إلى مصائد موت.
ووفق وزارة الصحة، استشهد 1,106 فلسطينيين وأصيب 7,320 آخرون، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من هذه النقاط، برصاص الجيشين الإسرائيلي والأميركي.
غزة تُباد: 203 آلاف شهيد وجريح ودمار لا مثيل له
منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أميركي مباشر، حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت:
أكثر من 203 ألف شهيد وجريح
أكثر من 11 ألف مفقود
مجاعة واسعة النطاق
محو غالبية مدن القطاع من على الخريطة
نصف مليون نازح في ظروف لا إنسانية
كل ذلك يجري وسط تجاهل صريح لأوامر محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف الحرب وضمان تدفق المساعدات.
حين يكون الجوع سلاحًا والمجتمع الدولي شاهدًا صامتًا
تصريحات غوتيريش تكشف ما حاول البعض تجاهله: أن ما يحدث في غزة ليس أزمة إنسانية فقط، بل انهيار أخلاقي عالمي كامل.
في غزة، الأطفال لا يحلمون باللعب بل بالجنة... لأنها المكان الوحيد الذي يمكن أن يجدوا فيه الطعام.
لقد تحولت الحرب على غزة إلى وصمة عار على جبين الإنسانية، والمطلوب اليوم ليس فقط وقف إطلاق النار، بل محاسبة عادلة لمن يستخدم الجوع والإبادة كأدوات سياسية وعسكرية.








