جريمة إبادة جماعية بشهادة العالم

غزة تنزف: ارتفاع أعداد الشهداء والمصابين وسط تفاقم المجاعة واستهداف المساعدات الإنسانية

profile
  • clock 30 يوليو 2025, 2:07:43 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، عن نقل 104 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم شهيد تم انتشاله من تحت الركام، بالإضافة إلى 399 جريحًا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، في حصيلة جديدة تعكس تصاعد حجم الكارثة الإنسانية.

وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 8,970 شهيدًا، و34,228 جريحًا، مؤكدة وجود عدد من الضحايا لا تزال جثامينهم عالقة تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر ونقص المعدات.

المجازر تتواصل: أكثر من 60 ألف شهيد منذ بداية الحرب

بحسب وزارة الصحة، فإن إجمالي حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدايته في أكتوبر 2023 وصل إلى 60,138 شهيدًا و146,269 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، مما يعكس بشاعة الاستهداف الممنهج للمدنيين والأحياء السكنية.

وفي سياق متصل، سجلت المستشفيات 7 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال اليوم الأخير، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 154 حالة وفاة، من بينهم 89 طفلًا، ما يفضح بوضوح السياسة الإسرائيلية الممنهجة في استخدام الجوع كسلاح حرب.

استهداف مراكز توزيع المساعدات: جريمة جديدة تضاف إلى السجل الأسود

لم تكتف قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف الأحياء والمدارس والمستشفيات، بل طالت هجماتها مؤخرًا مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، حيث استهدفت هذه المراكز خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ما أسفر عن استشهاد 60 مواطنًا فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 195 آخرين، ليرتفع إجمالي ضحايا استهداف المساعدات إلى 1,239 شهيدًا و8,152 جريحًا منذ بداية الحرب.

هذا الاستهداف المباشر للمساعدات، يعمّق الكارثة الإنسانية في غزة، ويزيد من معاناة السكان المحاصرين، الذين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والماء، وسط صمت دولي مريب وتواطؤ بعض الأطراف الداعمة للعدوان.

جريمة إبادة جماعية بشهادة العالم

تؤكد التقارير الدولية، إضافة إلى تصريحات وزارة الصحة، أن ما يجري في غزة منذ أكثر من تسعة أشهر هو إبادة جماعية متكاملة الأركان، تتضمن القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، وسط تجاهل تام لقرارات محكمة العدل الدولية التي دعت إسرائيل إلى وقف العدوان وفتح الممرات الإنسانية فورًا.

وقد أسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 206 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، إضافة إلى ما يزيد عن 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلًا عن دمار هائل في البنية التحتية ومحو شامل لأحياء ومناطق سكنية بأكملها من على الخريطة.

غزة الآن: كارثة إنسانية تتطلب تدخلًا عاجلًا

الوضع في غزة لم يعد يحتمل الانتظار. الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يومًا بعد يوم تستوجب من المجتمع الدولي التحرك الفوري والفعّال، لوقف هذه الجرائم وفرض دخول المساعدات وحماية المدنيين وفق القانون الدولي الإنساني.

إن استمرار استهداف المدنيين والمستشفيات ومراكز الإغاثة، يضع العالم أمام اختبار أخلاقي حقيقي، فإما أن يتم التحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من أرواح بريئة، أو تبقى وصمة العار محفورة في جبين الصامتين.

التعليقات (0)