-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
المجاعة في غزة: كارثة إنسانية تحصد أرواح الأطفال وسط صمت دولي مطبق
تقارير دولية تؤكد: غزة في قلب المجاعة
المجاعة في غزة: كارثة إنسانية تحصد أرواح الأطفال وسط صمت دولي مطبق
-
30 يوليو 2025, 2:16:13 م
-
419
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
تتسارع وتيرة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة يوماً بعد يوم، في ظل استمرار سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة، والتي تسببت في وفاة 7 فلسطينيين جدد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الأربعاء.
وارتفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية في غزة إلى 154 شهيدًا، بينهم 89 طفلًا، وسط تحذيرات من مؤسسات صحية دولية من أن القطاع دخل مرحلة المجاعة الكاملة، وأن عدد الوفيات مرشح للزيادة ما لم يتم التدخل الفوري.
الأطفال في خطر: 20 ألف حالة تغذية حادة
وفي تصريحات مؤلمة، أكد مدير مستشفى الشفاء أن نحو 20 ألف طفل في القطاع دخلوا مراحل متقدمة من سوء التغذية، ويواجهون خطرًا حقيقيًا يهدد حياتهم، في ظل شح الغذاء واستمرار الحصار الإسرائيلي الخانق، الذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ.
وبحسب تقارير طبية محلية، تحوّلت أجساد الأطفال في غزة إلى هياكل عظمية، فيما تزايدت حالات الإغماء بين السكان جراء الجوع الحاد وانعدام الغذاء والماء النظيف، ما يضيف فصلاً مأساويًا جديدًا إلى معاناة المدنيين.
تقارير دولية تؤكد: غزة في قلب المجاعة
كشف مرصد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) التابع للأمم المتحدة، أن غالبية مناطق غزة وصلت إلى مستويات المجاعة الفعلية، مشيرًا إلى أدلة دامغة على تفشي الجوع وسوء التغذية، وارتفاع معدلات الوفيات بين المدنيين.
من جهته، أصدر برنامج الأغذية العالمي تحذيرًا شديد اللهجة، مؤكدًا أن "الوقت ينفد"، وأن غزة تواجه خطرًا داهمًا يستوجب استجابة إنسانية فورية. وأوضح أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة يقضي أيامًا متتالية دون طعام، بينما يعاني 75% من السكان من الجوع الحاد.
وبحسب تقارير البرنامج، فإن نحو 25% من سكان القطاع يعيشون فعليًا ظروفًا توازي المجاعة، وهو ما يعد سابقة خطيرة في التاريخ الحديث.
كارثة على الأطفال والنساء: الحاجة لمكملات طبية عاجلة
حذّرت منظمة "العمل ضد الجوع" من أن المجاعة في غزة تتسارع بشكل خطير، مشيرة إلى أن نحو 300 ألف طفل دون سن الخامسة و150 ألف امرأة حامل ومرضع بحاجة عاجلة إلى مكملات غذائية وعلاجية باتت نادرة الوجود بسبب القيود الإسرائيلية الصارمة على دخول المساعدات.
كما أكدت وكالة الأونروا أن الأطفال في غزة يصطفون في طوابير طويلة تحت أشعة الشمس للحصول على وجبة واحدة تسد رمقهم، في وقت لا تزال فيه مياه الشرب الآمنة غير متوفرة، ما يفاقم خطر الأمراض وسوء التغذية.
دعوات عاجلة: كسر الحصار وفتح الممرات الإنسانية
مع تزايد حالات الوفاة نتيجة الجوع وسوء التغذية، ترتفع التحذيرات من وقوع مقتلة جماعية، خاصة في صفوف الأطفال، ما لم يتم كسر الحصار الإسرائيلي فورًا وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة لإدخال الغذاء والدواء والمياه إلى المدنيين.
ورغم المناشدات الدولية، تستمر إسرائيل في منع دخول المساعدات وتدمير مراكز التوزيع، في جريمة إبادة جماعية موثقة، تشمل القتل والتجويع والتهجير، بدعم واضح من بعض القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
الأرقام تتحدث: أكثر من 206 ألف ضحية والمأساة مستمرة
منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، خلفت المجازر في غزة أكثر من 206 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، مع أكثر من 11 ألف مفقود، ودمار شبه كامل للبنية التحتية، وتهجير مئات الآلاف من منازلهم.
في الختام، يواجه العالم اليوم مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يجري في قطاع غزة، فإما أن يُتخذ موقف حاسم لكسر الحصار وإنقاذ أرواح الأبرياء، أو أن يسجل التاريخ هذه النكبة الجماعية كوصمة في جبين الإنسانية.






.jpg)