-
℃ 11 تركيا
-
8 سبتمبر 2025
غريتا تونبرغ تحمل رئيس وزراء بريطانيا المسؤولية القانونية عن التقاعس تجاه الإبادة الجماعية في غزة
مسؤولية الحكومات والمجتمع الدولي
غريتا تونبرغ تحمل رئيس وزراء بريطانيا المسؤولية القانونية عن التقاعس تجاه الإبادة الجماعية في غزة
-
8 سبتمبر 2025, 12:55:33 م
-
419
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
غريتا تونبرغ
محمد خميس
أثارت الناشطة السويدية البارزة، غريتا تونبرغ، جدلاً واسعًا بعد تحميلها رئيس وزراء بريطانيا، كير ستارمر، "المسؤولية القانونية" عن التقاعس عن منع الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة منذ أكتوبر 2023.
تصريحات تونبرغ جاءت خلال مقابلة مع صحيفة /الغارديان/ البريطانية على متن أحد القوارب التي تنقل الإمدادات الغذائية والطبية إلى القطاع، حيث طالبت المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين.
مسؤولية الحكومات والمجتمع الدولي:
أكدت تونبرغ في حديثها أن الحكومات وقادة العالم يتحملون مسؤولية قانونية بموجب القانون الدولي للتحرك لمنع الإبادة الجماعية وعدم دعم ما وصفته بـ "نظام الفصل العنصري". وأضافت أن الصمت الدولي وعدم التحرك يمثل دعمًا ضمنيًا لمرتكبي الجرائم، مشيرة إلى أن التاريخ سيتذكر أولئك الذين يقفون على الجانب الخطأ من الأحداث.
كما شددت تونبرغ على أهمية مشاركة المجتمع الدولي في مواجهة الانتهاكات، موضحة أن العالم بدأ يستفيق على ما يحدث في غزة وأن البث المباشر للجرائم لم يعد يسمح للناس بالصمت. وأشادت أيضًا بشجاعة الصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم لتوثيق الجرائم والانتهاكات المستمرة في القطاع.
الأوضاع الإنسانية في غزة:
منذ 7 أكتوبر 2023، تشهد غزة حملة إبادة جماعية وفقًا لتقارير حقوقية ودولية، تشمل القتل، التجويع، التدمير، التهجير، والاعتقال. وقد خلفت هذه الحملة ما يقارب 228 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين. الوضع في القطاع أصبح مأساويًا، حيث تواجه العائلات نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والكهرباء، وتفاقم حالة المجاعة التي أزهقت أرواح العديد من المدنيين.
كما دمرت القصفات الجوية معظم المدن والمناطق السكنية في غزة، مما جعل الحياة الطبيعية شبه مستحيلة. ويشير تقرير صادر عن منظمات حقوقية إلى أن التدمير الشامل للبنية التحتية في القطاع أدى إلى محو عدد كبير من المدارس والمستشفيات، ما زاد من معاناة المدنيين وأطفال غزة بشكل خاص.
ردود فعل غريتا تونبرغ وانتقاداتها:
وجهت تونبرغ انتقادًا مباشرًا لرئيس الوزراء البريطاني، مؤكدة أن موقفه السلبي وعدم اتخاذ أي إجراء ملموس سيُسجل في التاريخ بشكل سلبي. وأضافت أن أولئك الذين يتجاهلون الجرائم ويركزون على المصالح السياسية أو الاقتصادية على حساب الأرواح الإنسانية، سيكونون مسؤولين أمام التاريخ والقانون الدولي.
كما أكدت أن دعم الحكومات الغربية، بما فيها الدعم العسكري والمالي، ساهم في استمرار الحملة الإسرائيلية في غزة، ما يجعلها مسؤولة جزئيًا عن الجرائم والانتهاكات المستمرة.
دور الإعلام والشفافية:
أشادت تونبرغ بدور الإعلام والصحفيين الذين يسجلون الأحداث ويكشفون الانتهاكات على الرغم من المخاطر الكبيرة التي يتعرضون لها، معتبرة أن عملهم أحد أهم الأسلحة لمواجهة الإبادة الجماعية. كما دعت إلى تعزيز الشفافية وفرض الرقابة الدولية على ما يحدث في غزة لضمان عدم استمرار الانتهاكات بدون مساءلة.
المطالب القانونية والإنسانية:
أكدت تونبرغ أن القانون الدولي يفرض على الدول حماية المدنيين ومنع الإبادة الجماعية، مشيرة إلى أن عدم الالتزام بهذا القانون يمثل انتهاكًا صارخًا للمعاهدات الدولية. وذكرت أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك السريع لإيقاف الجرائم وتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية، بما في ذلك مسؤولية القادة الدوليين الذين يساهمون ضمنيًا في استمرار الانتهاكات.
تؤكد تصريحات غريتا تونبرغ أن الأزمة في غزة ليست مجرد صراع إقليمي، بل مسألة حقوقية وإنسانية تتطلب موقفًا دوليًا حازمًا. ومع استمرار القصف والدمار، تتزايد الدعوات لتفعيل القانون الدولي ومساءلة المسؤولين، وضمان حماية المدنيين ووقف الانتهاكات.
السعي لتحقيق العدالة في غزة أصبح ضرورة ملحة، وضرورة التحرك الفوري من قبل الحكومات والمجتمع الدولي باتت واضحة للجميع. فكل لحظة تأخير تساوي حياة مهدورة لمئات المدنيين، وأكثرهم الأطفال والنساء.









