العيد في غزة شهادة حياة في وجه الموت

عيد الأضحى 2025 في غزة: الفرح محاصر والنكبات مستمرة

profile
  • clock 5 يونيو 2025, 1:45:21 م
  • eye 456
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

بينما يحتفل المسلمون حول العالم بعيد الأضحى المبارك في أجواء من البهجة والسكينة، يحلّ العيد على سكان قطاع غزة هذا العام في ظل القصف والدمار، ليكون العيد امتدادًا لمعاناة متواصلة.
تتزين المدن الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، بينما تتشح غزة بالحزن، وتُسمع أصوات التكبير ممزوجة بأصوات الانفجارات وهدير الطائرات الحربية الإسرائيلية.

رغم القهر، لا يزال أهل غزة يصرون على استقبال العيد، حتى وإن كان بأبسط الوسائل، ليعلنوا أن إرادتهم أقوى من الحصار، وأسمى من الموت.

عوضًا عن بهجة الأضحى، يطغى الحزن على الوجوه، وتتحول ضحكات الأطفال إلى دموع على وجوههم الصغيرة التي لا تعرف من العيد سوى ملابس ممزقة أو منزل مدمر أو فقدان أحد الأحبة.
في يومٍ يُفترض أن تتصافح فيه القلوب، يفتح الغزيون أعينهم على أخبار الشهداء، وقوائم الضحايا، والمنازل التي سُوّيت بالأرض.

أمهات يرتدين الأسود بدلًا من ألوان العيد، وأطفال يسألون عن آبائهم في المقابر، وكبار السنّ يتلون "التكبيرات" من قلب مكسور، لا من فم باسم.

كيف يستقبل أهالي غزة العيد تحت القصف؟

تستقبل غزة عيد الأضحى هذه السنة وسط تصعيد عسكري إسرائيلي عنيف، خلّف دمارًا واسعًا في البنية التحتية، ومئات الشهداء والجرحى. ومع ذلك، يتمسك الأهالي بعاداتهم الرمزية قدر المستطاع؛ من ذبح الأضاحي، وتوزيع اللحوم على الفقراء، وزيارة المقابر بدلًا من المنتزهات.

يقول أحد المواطنين: "نذبح الأضحية في ساحة البيت المهدّم، ونوزّع اللحم على من تبقّى من الجيران.. فالفرح في غزة مقاومة، والعيد رغم الدم يظلّ رسالة حياة."

ورغم الأوضاع الكارثية، تتكاتف العائلات لتوفير الحد الأدنى من البهجة، حيث تقوم الجمعيات الخيرية بتوزيع كسوة العيد للأطفال، والطرود الغذائية للأسر المحتاجة، كنوع من التخفيف عن كاهل العائلات المتضررة.

ماذا قدّم المسلمون لأهل غزة في يوم وقفة عرفة؟

في يوم وقفة عرفة، تفاعل المسلمون حول العالم مع معاناة أهل غزة، وأطلقوا حملات إلكترونية وإنسانية عاجلة لدعم القطاع. تم جمع التبرعات عبر منصات خيرية موثوقة، وتسيير شحنات طبية وغذائية، بالإضافة إلى تنظيم وقفات تضامنية في عواصم عربية وإسلامية.

لكن في المقابل، لا تزال الحاجة في غزة تفوق ما يصل، إذ تفتقر المشافي للأدوية والمعدات، وتكافح المؤسسات المحلية لتلبية احتياجات الأسر المشردة.

ورغم الدعم الشعبي، يظلّ السؤال مطروحًا بقوة: هل ما يُقدّم لغزة كافٍ أمام حجم المعاناة؟
إذ يترقب الغزيون أن تتحوّل النصرة من أقوال وشعارات إلى مواقف سياسية، وضغوط دولية، وفتح للمعابر، وإنهاء للحصار.

العيد في غزة شهادة حياة في وجه الموت

عيد الأضحى في غزة ليس مجرّد طقس ديني أو مناسبة احتفالية، بل هو فعل تحدٍّ ومقاومة، ووسيلة لإثبات الوجود. ففي كل تكبيرة يرددها أهل غزة، رسالة: "نحن باقون.. نُكبّر رغم الحصار، ونفرح رغم القصف، ونُضحي من أجل الوطن والكرامة."

وفي هذا العيد، يبقى الدعاء من أهل غزة: "اللهم اجعل لنا من كل ضيقٍ مخرجاً، وافتح لنا أبواب الفرج، وكن عوناً لنا على الظالمين."

 

التعليقات (0)