تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في يوم وقفة عرفة.. غزة ترفع الدعاء والدم ما يزال يسيل

بينما يرفع ملايين المسلمين في العالم أكفهم بالدعاء في يوم وقفة عرفة، يستقبل أهالي قطاع غزة هذا اليوم المبارك وسط مشاهد الحصار، والدمار، والجوع، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
إنه اليوم الذي يجتمع فيه المسلمون على صعيد عرفات طلبًا للمغفرة والرحمة، في حين تبقى غزة رهينة الجوع والمجازر.

وبينما يتطلع المسلمون إلى عيد الأضحى بفرح وترقب، يتساءل الغزيون: أي عيد يمكن أن يأتي وأصوات الطائرات لا تغادر السماء، والموت يلاحق الجميع؟

أهالي غزة يستقبلون العيد بلا طعام ولا أمان

استعدادات العيد في غزة تكاد تكون منعدمة. فالمحلات خالية، والثلاجات فارغة، وأغلب العائلات لا تجد ما تطعمه لأطفالها.
ووفق تقارير محلية، فإن نسبة كبيرة من الأسر الغزّية تعاني من انعدام الأمن الغذائي، حيث لم تتمكن من توفير مستلزمات العيد، ولا حتى الحد الأدنى من الطعام ليوم الوقفة.

في أحد مخيمات النزوح جنوب القطاع، تقول إحدى الأمهات: "لم أشترِ شيئًا للعيد، نكتفي بخبزٍ وشاي إن وجد. كل ما نرجوه أن نحمي أطفالنا من القصف."

الاحتلال يواصل جرائمه في يوم عرفة

لم يردع قدسية هذا اليوم قوات الاحتلال، بل استمرت في تنفيذ غارات عنيفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بينهم أطفال ونساء.
وقد أفادت مصادر طبية بأن القطاع يشهد كارثة صحية مع استمرار القصف، في ظل نقص حاد بالأدوية والمستلزمات الطبية، وتعطل العديد من المستشفيات.

إن استمرار المجازر في يوم الوقفة يبعث برسالة واضحة: أن الاحتلال لا يحترم حرمة الزمان ولا قدسية المكان، في مشهد يعري صمت العالم.

دعوات واستغاثات من غزة إلى الأمة الإسلامية

في هذا اليوم الذي تتجه فيه القلوب إلى السماء، يوجه الغزيون نداءً حارًا إلى الأمة الإسلامية: "ادعوا لنا في عرفات، لا تنسوا من يحاصرهم الجوع والقصف، وادعموا صمودنا بالدعاء والمواقف الحقيقية."

لقد عبّر الكثير من النشطاء عبر منصات التواصل عن تضامنهم مع غزة، داعين إلى نصرتها في هذا اليوم الفضيل، وموضحين أن العيد لا يكتمل وفرحة المسلمين ناقصة حين يُذبح الأطفال ويُحاصر الفقراء في غزة.

غزة تصوم وتصبر وتنتظر الفرج

يوم وقفة عرفة في غزة ليس يومًا كغيره، بل هو موعد مع الصبر والإيمان رغم كل الجراح. فبين صوت الانفجارات وصدى التكبيرات، ترتفع دعوات الغزيين إلى السماء، تطلب الفرج العاجل، والرحمة، والنصر.

وإن لم تصل إليهم الأضاحي والكسوة، فهم موقنون أن الله لن يضيع دعاءهم في هذا اليوم المبارك.