-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
عيد الأضحى في غزة 2025: بين ركام المنازل وصرخات الجوع
غزة مدينة أشباح: لا زينة ولا بهجة
عيد الأضحى في غزة 2025: بين ركام المنازل وصرخات الجوع
-
6 يونيو 2025, 3:46:26 م
-
423
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
يحل عيد الأضحى المبارك هذا العام على أكثر من 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة وسط أتون حرب إبادة جماعية مستمرة منذ 7 أكتوبر 2023. فعيد الفرحة والزينة والأضاحي تحول إلى مناسبة حزينة تخيم عليها معاناة الحصار والجوع والدمار.
العيد الرابع في خيام الموت والدمار
تحولت شوارع غزة إلى أطلال ومخيمات مهترئة، تعج بالنازحين الذين فقدوا منازلهم بفعل القصف الإسرائيلي. يعيش معظمهم في خيام لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف، وتفتقر لأدنى مقومات الحياة والكرامة الإنسانية.
وفي ظل الحصار المشدد، يفتقد الأهالي اللحوم والحلويات وحتى الخبز، في وقت تندر فيه المواد الغذائية وسط منع الاحتلال إدخالها.
نكبة مستمرة وعذابات الأسر
تروي نهاد أبو عمشة، أم لسبعة أطفال نزحت عدة مرات من مخيم جباليا، قصتها بحرقة: "العيد فقد معناه.. طفلي ينام جائعًا ويستيقظ جائعًا.. أي فرحة هذه؟ الحرب سرقت كل شيء".
وتضيف أن الوضع الإنساني لا يحتمل، وأنهم يعيشون على فتات المساعدات النادرة، فيما خيمتها الممزقة لا تحميها من برد الليل أو قذائف الموت.
الجوع يفتك بالأطفال وأرقام مأساوية
يؤكد المسن عادل شامية أن هذا العيد هو "الأسوأ في حياته"، مشيرًا إلى أن الأطفال يموتون جوعًا وسط نقص حاد في الماء والطعام.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، توفي حتى الآن 60 طفلًا على الأقل بسبب الجوع وسوء التغذية، في ظل إغلاق المعابر ومنع إدخال الغذاء والدواء بشكل متعمد من قبل الاحتلال.
غزة مدينة أشباح: لا زينة ولا بهجة
الطرق والأسواق في غزة خالية من الزينة والمحتفلين، والجدران التي كانت تزينها عبارات التهاني أصبحت ركامًا. غابت الأضاحي عن الشوارع وحل الخوف والحداد محل البهجة.
تحولت غزة إلى مدينة أشباح لا يسمع فيها سوى صوت القصف والطائرات، ومشاهد النزوح والجوع التي تنخر قلوب الأهالي.
أمنية العودة والبقاء على قيد الحياة
تقول عايشة أبو صلاح (72 عامًا) وهي نازحة تعيش في خيمة: "لا أريد شيئًا سوى العودة إلى بيتي، حتى لو كان على ترابه". وتضيف: "العيد كان فرحة، واليوم صار نكبة. لا ماء ولا طعام ولا دواء.. نطلب فقط البقاء على قيد الحياة".
حصيلة مأساوية ونداء للعالم
منذ بداية العدوان، سقط أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وآلاف من حالات المجاعة، وسط تجاهل دولي لقرارات محكمة العدل الدولية ونداءات الإنسانية.
وهكذا، يحمل عيد الأضحى في غزة هذا العام معانٍ أقرب إلى الموت منه إلى الحياة، حيث تخيم نار الإبادة الجماعية على المدينة، في ظل صمت دولي مريع.







