السيناريوهات المطروحة: بين الاحتلال والتطويق

عشية اجتماع الكابينت الإسرائيلي: هل يُمنع مخطط احتلال غزة؟

profile
  • clock 6 أغسطس 2025, 4:04:03 م
  • eye 421
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
اجتماع الكابينت الإسرائيل

محمد خميس

تتجه الأنظار مساء غدٍ (الخميس) إلى الاجتماع الحاسم للكابينت الإسرائيلي، الذي يُتوقّع أن يُناقش فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة احتلال قطاع غزة، وسط معارضة من داخل المؤسسة الأمنية وتحفظات سياسية داخل الحكومة، وفي ظل حديث عن إمكانية طرح مبادرة إنسانية أمريكية قد تغيّر المسار.

خطة احتلال غزة: مناورة شاملة وتهجير للسكان

بحسب التقارير الإسرائيلية، تتمثل الخطة التي يدفع بها نتنياهو في تنفيذ مناورة عسكرية طويلة الأمد تمتد لعدة أشهر داخل قطاع غزة، تشمل احتلال مدينة غزة والمخيمات المركزية، بالتوازي مع محاولة دفع السكان جنوبًا نحو "المنطقة الإنسانية" في المواصي. وقد بدأت هذه الخطوات ميدانيًا، مع تحذيرات وجهها الجيش الإسرائيلي لسكان حي الزيتون بإخلاء المنطقة.

تهدف هذه الخطة، وفق تصور نتنياهو، إلى إسقاط حكم حماس في غزة وتحرير الرهائن من خلال السيطرة المباشرة على المواقع الحساسة. إلا أن رئيس الأركان الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، أبدى معارضته الصريحة للخطة، محذرًا من مخاطرها على حياة الرهائن وعلى قدرة الجيش على الصمود في مواجهة استنزاف طويل الأمد.

معارضة داخلية وتحفظات سياسية

إلى جانب الجيش، هناك أصوات سياسية بارزة تبدي تحفظها على الخطة، من بينها جدعون ساعر، وزير الخارجية، وأرييه درعي، زعيم حزب شاس، الذي عاد من الخارج خصيصًا لحضور اجتماع الكابينت رغم عدم امتلاكه حق التصويت. ساعر، الذي أيد سابقًا خيار "الحصار والاستنزاف"، قد يُعارض الخطة بعد الاستماع لجميع البدائل المطروحة.

في المقابل، من المرجّح أن يُصادق الكابينت على اقتراح نتنياهو، رغم الاعتراضات، في ظل دعم قادة اليمين المتشدد مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين يطالبان بعملية عسكرية موسعة دون الالتفات إلى الجوانب الإنسانية أو السياسية.

ترامب قد يطرح خطة إنسانية بديلة

التحول الأبرز قد يأتي من الخارج، إذ تحدثت مصادر إسرائيلية عن احتمال أن يُعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الليلة عن خطة إنسانية كبرى لإنهاء الأزمة في غزة، تشمل تقديم مساعدات شاملة، وربما طرح مسار سياسي بديل عن الخيار العسكري.

ونقل موقع Ynet عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: "الاتجاه هو الاحتلال، ولكن غدًا إن شاء الله – قد تتغير الأمور في الشرق الأوسط"، في إشارة إلى احتمال حدوث تغييرات دراماتيكية في الساعات المقبلة، قد تؤثر بشكل مباشر على مجريات اجتماع الكابينت.

جدل حول الرهائن: الاحتلال أم التفاوض؟

من الأسباب الرئيسية التي يطرحها نتنياهو لتبرير خطته أن الخيار العسكري سيزيد من فرص تحرير الرهائن، في ظل ما يراه "فشلًا" للمسارات التفاوضية السابقة. إلا أن قادة عسكريين وخبراء أمنيين يرون أن اقتحام غزة واحتلال المخيمات قد يُعرّض حياة الرهائن للخطر، خاصة في ظل تمركزهم في مناطق شديدة التحصين.

كما يخشى كثيرون من أن الاحتلال الكامل سيُغرق الجيش في مستنقع أمني طويل الأمد، خاصة إذا لم يتم الاتفاق مسبقًا على بديل سياسي لحكم القطاع بعد حماس.

خمس ساعات من النقاشات الحاسمة

تم تخصيص خمس ساعات لاجتماع الكابينت المرتقب، بين الساعة السادسة مساءً وحتى الحادية عشرة ليلًا، لكن التقديرات تشير إلى أن النقاشات قد تمتد حتى فجر الجمعة، في ظل تعقيد الموضوع وتعدّد الخيارات والسيناريوهات.

ورغم تقديرات بأن نتنياهو سيحصل على الأغلبية لتمرير اقتراحه، إلا أن تغيرًا واحدًا في المعادلة، مثل طرح الخطة الأمريكية أو انسحاب دعم بعض الوزراء، قد يؤدي إلى تأجيل أو تعديل جوهري في خطة الاحتلال.

السيناريوهات المطروحة: بين الاحتلال والتطويق

يطرح الجيش الإسرائيلي خيارين رئيسيين: الأول هو الاحتلال الكامل، وهو ما يدعمه نتنياهو وحلفاؤه، والثاني هو التطويق والاستنزاف، مع استمرار الضغط العسكري والتفاوض المتوازي، وهو الخيار المُفضّل لدى رئيس الأركان.

في ظل المعطيات الحالية، يبدو أن الخيار العسكري هو الأقرب للتنفيذ، إلا أن الساعات القليلة القادمة ستكون حاسمة، خاصة إذا تدخّل الأمريكيون ببديل حقيقي قد يفرض على إسرائيل إعادة النظر في خططها.

التعليقات (0)