عباس يهاجم شيخ الأزهر لدعمه المقاومة.. والسيسي يصدمه برد حاسم

profile
  • clock 8 مايو 2025, 3:28:29 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
محمود عباس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

كشف مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى عن توتر متصاعد بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وشيخ الأزهر أحمد الطيب، على خلفية مواقف مشيخة الأزهر المعلنة تجاه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لاسيما حركة حماس. 

وأكد المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عباس عبّر عن استيائه من مواقف الشيخ الطيب وبعض الشخصيات والمؤسسات المصرية المحسوبة على الدولة، والتي اعتبر أنها تصب في مصلحة حركة سياسية – في إشارة إلى حماس – لا تعبّر عن "القرار الشرعي الفلسطيني"، وفق تعبيره. ولفت المصدر إلى أن عباس أجرى اتصالاً هاتفياً مباشراً بشيخ الأزهر، أعرب خلاله عن رفضه للبيانات الصادرة عن المشيخة، والتي اعتبرها تشكّل دعماً غير مقبول لحركة تتحدى سلطته في الساحة الفلسطينية.

الأزهر لا ينصاع للضغوط 

في المقابل، رفض شيخ الأزهر أحمد الطيب الانصياع لانتقادات رئيس السلطة، مؤكداً في الاتصال الهاتفي أن مواقف الأزهر لا تحركها اعتبارات سياسية أو تحزّبية، بل تستند إلى مبادئ أخلاقية ودينية وإنسانية. وأوضح المصدر أن رد الأزهر لم يكن مرضياً لعباس، بل زاد من شعوره بالعزلة داخل المحيط العربي، مما دفعه للتواصل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طالباً تدخله للجم هذه المواقف. 

إلا أن رد السيسي جاء حاسماً، حيث أبلغ عباس أن الأزهر مؤسسة مستقلة لا تتبع مباشرة لإرادة الدولة، وأن الموقف الرسمي المصري تُعبّر عنه جهات الدولة المختصة كالرئاسة ووزارة الخارجية، مشدداً على أن مصر تعتمد خطاباً متوازناً يراعي الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني وخدمة القضية دون الانحياز إلى أي طرف.

إشادة مصرية بحماس تثير غضب عباس

الجدل لم يقتصر على موقف الأزهر فقط، بل شمل أيضاً تصريحات شخصيات مصرية معروفة بقربها من الدولة، وعلى رأسها اللواء سمير فرج، المحافظ السابق للأقصر ومدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة. 

ففي مقابلة تلفزيونية مع برنامج "على مسؤوليتي" الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى على قناة "صدى البلد"، قال فرج إن حركة حماس لعبت دوراً مهماً في إعادة إحياء القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، رغم التضحيات الجسيمة التي تكبّدها قطاع غزة. 

واستشهد فرج بالتجربة الجزائرية في مقاومة الاستعمار الفرنسي، مشيراً إلى أن "الجزائر خسرت مليون شهيد للحصول على استقلالها، وبالتالي فإن التضحيات الفلسطينية – رغم قسوتها – لم تذهب سدى"، على حد تعبيره. كما أثنى على انفتاح حماس على مصر وتعاونها بشأن مستقبل إدارة القطاع، بعد تقديمها قائمة مكوّنة من 13 شخصية لإدارة غزة لا تضم أيّاً من قادة الحركة.

بيانات الأزهر تدافع عن شرعية المقاومة

وفي بيانات سابقة، أبرزها البيان الصادر في أكتوبر 2024، وصف الأزهر شهداء المقاومة الفلسطينية بـ"الأبطال الذين ارتقوا على يد صهيونية مجرمة عاثت في الأرض فساداً"، مؤكداً أن هؤلاء الشهداء "كانوا مرابطين حقيقيين دافعوا عن أرضهم وقضيتهم ولم يكونوا إرهابيين، كما يحاول العدو تصويرهم". 

وأكدت المشيخة أن الدفاع عن الوطن شرف لا يضاهيه شرف، وأن "واجب العلماء والمثقفين اليوم هو التصدي لحملات التضليل التي يقودها الإعلام الصهيوني بهدف تشويه رموز المقاومة في أذهان الأجيال الشابة". كما شدد البيان على ضرورة كشف زيف الرواية الإسرائيلية التي تسعى لشيطنة حركات المقاومة عبر وصفها بالإرهاب.

انقسام عربي صامت حول دعم المقاومة

تسلّط هذه الواقعة الضوء على انقسام عربي غير معلن بشأن التعامل مع حركات المقاومة، وتحديداً حماس، في ظل تعقيد المشهد الإقليمي وتزايد الضغوط الدولية. ففي الوقت الذي تحاول فيه بعض الأنظمة العربية الحفاظ على توازن دبلوماسي بين أطراف النزاع، تتجه جهات أخرى – دينية أو شعبية أو شبه رسمية – لإعلان دعمها الواضح للمقاومة الفلسطينية باعتبارها الممثل الحقيقي لنبض الشعب. 

وتبرز مواقف الأزهر وقيادات مصرية مثل سمير فرج كمؤشر على أن دعم غزة لم يعد مقتصراً على بيانات رسمية خجولة، بل بات يمثّل توجهاً معنوياً عاماً داخل النخبة المصرية، رغم التحفظات السياسية لبعض العواصم.

التعليقات (0)