رعد وبرق وثلوج في "عز الحر"

عاصفة مباغتة تضرب الإسكندرية: قرار بتأجيل الامتحانات.. وهذا موعد تحسن الطقس

profile
  • clock 31 مايو 2025, 8:18:52 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عاصفة مباغتة تضرب الإسكندرية.. رعد وبرق وثلج في "عز الحر"

متابعة: عمرو المصري

في مشهدٍ نادر وصادم، ضربت محافظة الإسكندرية المصرية، فجر السبت موجة عنيفة من الطقس المتطرف، لم تألفها المدينة الساحلية في مثل هذا الوقت من العام. عاصفة رعدية مباغتة مصحوبة بأمطار غزيرة وكرات من الثلج ورياح عاتية، حولت الشوارع إلى أنهار، وأثارت الذعر في قلوب السكان الذين استيقظوا على دوي الرعد ولمعان البرق المتكرر.

مشاهد مرعبة وأضرار مادية جسيمة

فور بداية العاصفة، عاش أهالي الإسكندرية لحظات من الفزع وسط الظلام والرعد. سُجل سقوط أعمدة إنارة في بعض المناطق، وانهيار لوحات إعلانية ضخمة، وتساقط للأشجار، مما أدى إلى إعاقة الحركة في الطرق الرئيسية. كما اضطرت بعض المطاعم على طريق الكورنيش إلى الإخلاء بعد أن غمرتها المياه. ولم تقتصر الظاهرة على الأمطار فقط، بل رُصدت كرات من الثلج تساقطت بكثافة على بعض الأحياء، في مشهد نادر الوقوع في هذا الفصل من السنة. وعلى الرغم من توقف الأمطار لاحقًا، إلا أن الثلوج بقيت مكدسة في الشوارع، وأجزاء كبيرة من المدينة ظلت غارقة في المياه.

 

استجابة سريعة من المحافظة

تحرّكت الأجهزة التنفيذية في محافظة الإسكندرية بسرعة استجابة لتداعيات العاصفة، حيث أعلن الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، رفع درجة الاستعداد القصوى في جميع الأجهزة، مشددًا على أهمية التواجد الميداني المستمر على مدار الساعة. وتم تكليف فرق الصرف الصحي بالتحرك السريع إلى النقاط الساخنة، لشفط تجمعات المياه، ومنع تفاقم الأضرار.

المحافظة دفعت بمعدات الصرف إلى مناطق شرق المدينة والمنتزه، حيث كانت الأضرار أكثر وضوحًا، كما قررت تخفيف ضغط مياه الشرب مؤقتًا في غرب المدينة لتخفيف العبء عن الشبكات، وتسريع تصريف مياه الأمطار.

 

إجراءات وقائية لحماية المواطنين

في ظل هذه الأوضاع، اتخذت المحافظة عدة إجراءات فورية للحد من الآثار السلبية، أبرزها تأجيل موعد امتحانات الشهادة الإعدادية لمدة ساعة، لتبدأ في تمام العاشرة صباحًا بدلاً من التاسعة، وذلك حفاظًا على سلامة الطلاب، ومنح الأجهزة الوقت الكافي للتعامل مع تبعات الأحوال الجوية.

كما شدد المحافظ على إزالة أي عوائق محتملة من الشوارع، بما في ذلك الأشجار المتساقطة، واللوحات المهددة بالسقوط، والتأكد من سلامة أعمدة الإنارة. غرفة عمليات المحافظة ومركز السيطرة أُوكلت إليهما مهمة المتابعة اللحظية لأي بلاغات، مع التنسيق الكامل مع شركات المياه والكهرباء.

 

وفي سياق متصل، قرر مجلس جامعة الإسكندرية برئاسة الدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس الجامعة، تأجيل الامتحانات المقرر عقدها اليوم السبت، للطلاب، وذلك بجميع كليات ومعاهد الجامعة إلى موعد آخر بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك.

الأرصاد الجوية تشرح ما حدث وتحذر

من جهتها، أوضحت هيئة الأرصاد الجوية أن السبب وراء هذا الانقلاب الحاد في الطقس يعود إلى تأثر البلاد بمنخفض جوي قطبي قوي، ترافق مع كتل هوائية باردة قادمة من شمال البحر المتوسط. هذه الظروف أدت إلى تكوّن سحب رعدية كثيفة، وهطول أمطار غزيرة، وظهور برق ورعد متواصل، وتكون كرات الثلج.

 

وقال الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بالهيئة، إن مثل هذه الظواهر لا تزال ممكنة في فصل الربيع، الذي يتميز بتقلباته الحادة، مشيرًا إلى أن ما حدث هو نتيجة مباشرة لتغيرات مناخية عالمية بدأت آثارها بالظهور في أنحاء مختلفة من العالم، ولم تعد مصر بمعزل عنها.

متى ينتهي هذا الطقس العنيف؟

بحسب توقعات الأرصاد الجوية، فإن حالة الطقس ستبدأ في التحسن مساء السبت، مع انحسار العاصفة وعودة الأجواء إلى طبيعتها بحلول يوم الأحد. وأفادت الهيئة بأن الرياح التي أثارت الأتربة والرمال ستتراجع حدتها تدريجيًا، بينما تبقى درجات الحرارة مستقرة، دون تغيرات جوهرية.

 

وفيما يخص البحرين المتوسط والأحمر، فقد أفادت الهيئة بأن حالتهما ستكون من خفيفة إلى معتدلة، مع ارتفاع أمواج لا يتجاوز المتر ونصف، مصحوبة برياح شمالية غربية.

دعوة للتعاون وتوخي الحذر

في ختام المشهد، ناشدت محافظة الإسكندرية المواطنين الالتزام بالتعليمات، وتوخي الحذر خلال فترات تساقط الأمطار، وعدم الاقتراب من أعمدة الإنارة أو أماكن تجمع المياه، والتعاون مع الجهات التنفيذية لتيسير عمليات الإنقاذ والصيانة.

العاصفة كشفت عن هشاشة البنية التحتية في مواجهة الكوارث الطبيعية المفاجئة، لكنها أيضًا أظهرت تحركًا سريعًا من السلطات، ووعيًا متزايدًا لدى المواطنين في التعاطي مع الظواهر المناخية المتطرفة، التي يبدو أنها ستغدو أكثر تواترًا في السنوات القادمة.

التعليقات (0)