ترامب يعد باتفاق قريب.. والقاهرة تشكك في جدية "مقترح ويتكوف"

profile
  • clock 31 مايو 2025, 7:40:58 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف- البيت الأبيض 6 مايو 2025

متابعة: عمرو المصري

في تصريح لافت وسط التوترات المحيطة بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الاتفاق بشأن إنهاء الحرب في القطاع بات "قريباً جداً". وقال ترامب للصحافيين خلال مؤتمر صحافي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، إن المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي أحرزت تقدماً كبيراً، مشيراً إلى أن "الأطراف قريبة جداً من اتفاق حول غزة"، 

وأضاف: "سنبلغكم بالتطورات خلال اليوم أو ربما غداً. لدينا فرصة للتوصل إلى اتفاق". ويأتي هذا التصريح في وقت تتكثف فيه الضغوط الدبلوماسية الأميركية والدولية على الأطراف المعنية من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر، في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية وغياب أي أفق سياسي واضح.

شكوك مصرية في جدية المقترح الأميركي

في موازاة التحركات الأميركية، نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مصادر مصرية مطلعة أن المسؤولين في القاهرة أعربوا عن شكوك جدية إزاء "مقترح ويتكوف المعدّل"، الذي قدمه المبعوث الأميركي الخاص إلى حماس عبر وسطاء، معتبرين أن أي اتفاق لا يتضمن تعهداً صريحاً ومباشراً بوقف الحرب وسحب القوات الإسرائيلية لن يكون كافياً لتحقيق استقرار دائم. وشددت هذه المصادر على أن التعهد بوقف الحرب يجب أن يكون "معلناً وملزماً، لا مبهماً أو مرهوناً بتفسيرات مختلفة"، وأكدت أن مصر أبلغت واشنطن بوضوح رؤيتها في هذا الشأن، حيث طالبت بضمان أميركي رسمي وعلني بإنهاء الحرب كجزء أصيل من أي اتفاق متوقع.

وترى القاهرة أن إخراج ورقة الأسرى من يد حماس دون مقابل واضح يتمثل في وقف العمليات الإسرائيلية، يمثل مخاطرة كبرى من شأنها تقويض فرص الحل السياسي، بل وتمهيد الطريق لموجة جديدة وأكثر عنفاً من التصعيد. ومن هذا المنطلق، يعتبر المسؤولون المصريون أن معالجة هذا الخلل تتطلب تعديلاً جوهرياً في مسودة المقترح الأميركي، بحيث تشمل ضمانات قوية تُلزم إسرائيل بعدم استئناف العمليات العسكرية، وتربط بشكل واضح بين الإفراج عن الرهائن والانسحاب العسكري الكامل من قطاع غزة.

حماس تبدأ المشاورات وتحذّر من الخداع

من جانبها، أعلنت حركة "حماس"، يوم أمس، أنها بدأت مشاورات مع الفصائل والقوى الفلسطينية حول المقترح الأميركي الجديد، المعروف بـ"مقترح ويتكوف المعدّل"، موضحة في بيان مقتضب أن موقفها من المبادرة سيُبنى بعد انتهاء هذه المشاورات. ورغم ما تداولته بعض وسائل الإعلام العبرية بشأن رفض الحركة للمقترح، إلا أن حماس لم تصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي على ذلك، مما يزيد من حالة الغموض المحيطة بالموقف النهائي للحركة.

في السياق ذاته، عبّرت مصادر في حركة "حماس" عن خشيتها من أن يكون "مقترح ويتكوف" مجرد غطاء سياسي تستخدمه إسرائيل لاستئناف عدوانها العسكري بعد الإفراج عن دفعة أولى من الأسرى الإسرائيليين، حيث تقرّب بنود الصفقة بين موعدَي تسليم الدفعتين الأولى والثانية من الأسرى (اليوم الأول والسابع). ووفقاً لمصادر الحركة، فإن ذلك يتيح لإسرائيل إمكانية التنصل من بقية الاتفاق بمجرد استردادها جزءاً من أسراها. كما شكّكت المصادر ذاتها في جدوى الضمانة الأميركية، ووصفتها بأنها "غير كافية لإلزام إسرائيل بتطبيق بنود الاتفاق، لا سيما بعد تسلّمها لأسراها"، وهو ما يزيد من مخاوف الحركة من تعرضها لخداع سياسي وأمني جديد.

انقسام داخل إسرائيل ومعارضة متوقعة

في المقابل، تسود أجواء من الانقسام داخل القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بشأن المقترح الأميركي. فقد نقلت مراسلة "القناة 13" العبرية، موريا أسراف، عن مصادر أمنية إسرائيلية أن التقييم المقدم إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يُرجّح أن "حماس سترفض الخطة بسبب غياب التزام واضح بإنهاء الحرب ضمن بنودها"، وأكدت أن كلاً من واشنطن وتل أبيب لا تزالان تنتظران الرد الرسمي من الحركة، وإن كانت التقديرات السائدة تشير إلى أن الرفض هو السيناريو الأرجح.

وفي السياق ذاته، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مكتب نتنياهو يتوقع معارضة كل من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لأي صفقة محتملة، وإن من دون الانسحاب من الحكومة. ونقلت الصحيفة عن مقرّبين من سموتريتش أنه لم يحسم موقفه النهائي، في حين صعّد بن غفير من خطابه السياسي، مطالباً بوقف "التلكؤ" وبدء "عملية عسكرية واسعة لإبادة حماس"، على حد تعبيره في منشور له على منصة "إكس".

القرار داخل حماس انتقل إلى الخارج

من جهته، زعم موقع "واللا" العبري أن مركز القرار داخل "حماس" بخصوص صفقة الأسرى انتقل من قطاع غزة إلى قيادة الحركة في الخارج، خاصة بعد اغتيال القيادي محمد السنوار، الذي أدى – بحسب الموقع – إلى "شلل جزئي في القيادة الميدانية" وتأخر في اتخاذ قرار حاسم بشأن المقترح الأميركي. وأشار الموقع إلى أن الجيش الإسرائيلي "لا يعوّل كثيراً على المفاوضات الجارية"، ونقل عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن المقترح الأميركي "تمّ إعداده بتنسيق كامل مع نتنياهو، وناقشه الوزير رون ديرمر مع الجانب الأميركي في واشنطن مطلع الأسبوع الجاري".

حماس ترفض الآلية الأميركية لتوزيع المساعدات

على صعيد آخر، وفي ما يخص الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، والتي تتم بالتنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، انتقدت حركة "حماس" بشدة هذه الآلية، ووصفتها بأنها "تلاعب إجرامي في احتياجات المدنيين". وترى الحركة أن هذه الآلية تهدف إلى التحكم في تدفق المساعدات الإنسانية واستخدامها كورقة ضغط سياسي وعسكري.

في المقابل، أعربت تل أبيب عن تمسكها بهذه الآلية، حيث نقلت "القناة 12" العبرية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن "مراكز توزيع الغذاء" التي أنشأها جيش الاحتلال ستبقى قائمة حتى في حال التوصل إلى اتفاق مع حماس، معتبراً أن هذه المراكز تُعدّ "إنجازاً استراتيجياً" قد يُسهم في "تسريع انهيار الحركة". وفي الاتجاه ذاته، زعم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أن "حماس بدأت تفقد السيطرة على السكان"، مضيفاً أن "الضغط الشعبي على الحركة سيزداد في الأيام المقبلة"، وهو ما تراه إسرائيل أحد أهدافها غير المعلنة من إدارة ملف المساعدات على هذا النحو.

التعليقات (0)