الموقف البريطاني والتغيرات الدولية

عاجل | وزير الخارجية البريطاني: يجب إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني عبر حل الدولتين

profile
  • clock 30 يوليو 2025, 2:45:26 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تصريح لافت جاء في ظل تصاعد التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، شدد وزير الخارجية البريطاني على أن السبيل الوحيد القابل للاستمرار نحو السلام في المنطقة يتمثل في حل الدولتين، مؤكدًا التزام بلاده بالدفع في هذا الاتجاه كجزء من جهودها الدبلوماسية المستمرة.

وقال الوزير البريطاني خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة لندن: "إن إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن أن يتم إلا من خلال تحقيق حل الدولتين، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبًا إلى جنب في أمن وسلام". وأضاف أن استمرار العنف والصراع لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة والدمار، وأن الوقت قد حان لتحرك جاد من المجتمع الدولي.

الموقف البريطاني والتغيرات الدولية

يأتي هذا التصريح في وقت بالغ الحساسية، مع تزايد الضغوط الدولية لإيجاد مخرج للصراع المتصاعد، خصوصًا بعد موجات من العنف التي شهدتها الأراضي الفلسطينية وداخل إسرائيل خلال الأشهر الماضية. ويُعد الموقف البريطاني بهذا الشأن جزءًا من توجه دولي متزايد لإعادة إحياء المفاوضات المتوقفة منذ سنوات، والتي تعطلت بسبب تعقيدات سياسية وأمنية على الجانبين.

وقد أكد الوزير أن الحكومة البريطانية ستكثف اتصالاتها مع جميع الأطراف، بما في ذلك شركاءها الأوروبيين والولايات المتحدة والأمم المتحدة، من أجل الدفع نحو مسار تفاوضي جاد يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل.

الواقع الميداني... وتحديات التطبيق

ورغم التوجهات الإيجابية في الخطاب السياسي، فإن الواقع على الأرض لا يعكس حتى الآن أي اختراق حقيقي. فالتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، والانقسام الفلسطيني الداخلي، إلى جانب عدم وجود رغبة سياسية واضحة لدى الحكومة الإسرائيلية الحالية، كلها عوامل تعيق إمكانية تحقيق تقدم حقيقي نحو حل الدولتين.

وقد أشار محللون إلى أن مجرد التصريحات السياسية، على أهميتها، لن تكون كافية ما لم تقترن بخطوات عملية وضغوط دبلوماسية على الأطراف المعنية. كما دعا آخرون بريطانيا إلى القيام بدور أكثر فاعلية من خلال دعم المبادرات الأممية، والمساهمة في بناء الثقة بين الطرفين.

ردود الفعل الأولية

في المقابل، لاقت تصريحات الوزير ترحيبًا حذرًا من بعض العواصم العربية، التي ترى أن دعم القوى الغربية لحل الدولتين يجب أن يترافق مع موقف واضح ضد سياسات الاحتلال. فيما اعتبرت جهات فلسطينية أن هذه التصريحات "خطوة بالاتجاه الصحيح لكنها غير كافية"، مشددة على ضرورة الاعتراف الفوري بدولة فلسطين كجزء من تطبيق هذا الحل.

أما الجانب الإسرائيلي، فقد التزم الصمت إزاء التصريحات، ما يعكس على الأرجح حالة من الحذر أو عدم الرغبة في الدخول في جدل دبلوماسي في هذه المرحلة.

هل نشهد تحركًا جديدًا؟

من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت التصريحات البريطانية ستؤدي إلى تحرك حقيقي على الأرض. فالأوضاع الإقليمية والدولية معقدة، والمشهد السياسي داخل إسرائيل وفلسطين متوتر للغاية. ومع ذلك، فإن إعادة طرح فكرة حل الدولتين من قبل جهة مؤثرة مثل بريطانيا تعكس إدراكًا متجددًا لأهمية هذا الحل كخيار استراتيجي، وليس مجرد شعار سياسي.

وفي ظل الغياب شبه الكامل لأي مبادرة فعالة على الأرض، فإن الأنظار ستتجه خلال الفترة المقبلة إلى ما إذا كانت لندن ستترجم أقوالها إلى أفعال، أم أن هذه التصريحات ستبقى مجرد تعبير عن موقف مبدئي لا أكثر.

التعليقات (0)