-
℃ 11 تركيا
-
6 سبتمبر 2025
عاجل | مستوطن يدهس طفلة فلسطينية في بلدة السموع جنوب الخليل بالضفة الغربية
اعتداءات المستوطنين.. نهج متصاعد
عاجل | مستوطن يدهس طفلة فلسطينية في بلدة السموع جنوب الخليل بالضفة الغربية
-
1 سبتمبر 2025, 1:50:41 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة اعتداءات المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، أفادت مصادر للجزيرة أن مستوطنًا إسرائيليًا قام بدهس طفلة فلسطينية من بلدة السموع جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، ما أثار موجة من الغضب والاستنكار بين الأهالي الذين يعيشون يوميًا تحت وطأة الاحتلال وممارساته القمعية.
تفاصيل الحادثة
وقعت الحادثة ظهر اليوم عندما كانت الطفلة تسير بالقرب من الطريق الرئيسي المؤدي إلى بلدة السموع، حيث اندفع مستوطن يقود مركبة مسرعة باتجاهها وقام بدهسها بشكل متعمد وفق ما أكده شهود عيان من أبناء البلدة.
وعقب الحادثة، جرى نقل الطفلة إلى أحد المستشفيات في مدينة الخليل لتلقي العلاج وسط حالة من القلق البالغ على حياتها، إذ أكدت المصادر الطبية أن إصابتها خطيرة وتستدعي متابعة عاجلة.
اعتداءات المستوطنين.. نهج متصاعد
ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها، فعمليات الدهس المتعمد من قبل المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين تكررت في السنوات الأخيرة، حيث يتخذها المستوطنون كأداة ترهيب وبث للرعب في صفوف الأهالي.
وتأتي هذه الجريمة ضمن سياق أوسع من الانتهاكات اليومية التي يرتكبها المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدءًا من الاعتداءات الجسدية، مرورًا بحرق الممتلكات الزراعية، ووصولًا إلى الاستيلاء على الأراضي وبناء البؤر الاستيطانية غير الشرعية.
الخليل.. مدينة تحت الحصار
تُعد مدينة الخليل واحدة من أكثر المدن الفلسطينية التي تعاني من اعتداءات المستوطنين، نظرًا لوجود عدد كبير من المستوطنات داخلها وحولها. ويعيش أهالي بلدة السموع تحديدًا في ظروف صعبة نتيجة القيود التي يفرضها الاحتلال على الحركة، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة من المستوطنين المدججين بالسلاح.
ويؤكد سكان البلدة أن الطريق الرئيسي الذي شهد الحادثة يعد نقطة ساخنة، إذ يتعرض فيه المواطنون الفلسطينيون لمضايقات واعتداءات شبه يومية من قبل المستوطنين.
ردود فعل غاضبة
أثار الحادث استياء واسعًا في الشارع الفلسطيني، حيث خرج العشرات من أهالي البلدة في وقفات احتجاجية للتنديد بالجريمة، مؤكدين أن استمرار صمت المجتمع الدولي يشجع المستوطنين على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الأطفال والنساء وكبار السن.
وطالبت مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية بفتح تحقيق عاجل في الحادثة، ومحاسبة المستوطن المسؤول عنها، مشددة على أن هذه الأفعال تندرج ضمن سياسة ممنهجة لإرهاب المدنيين الفلسطينيين ودفعهم إلى ترك أراضيهم.
الاحتلال الإسرائيلي.. غطاء للمستوطنين
يرى مراقبون أن قوات الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الحوادث، إذ توفر الحماية الكاملة للمستوطنين وتغض الطرف عن اعتداءاتهم المتكررة. بل إن بعض التقارير الحقوقية أكدت أن المستوطنين يتصرفون بثقة مطلقة لعلمهم أن المحاسبة غائبة وأن القانون الإسرائيلي لا يطبق عليهم عندما يتعلق الأمر بجرائم ضد الفلسطينيين.
الأطفال الفلسطينيون في مرمى الاستهداف
تشير تقارير المنظمات الحقوقية إلى أن الأطفال الفلسطينيين هم الفئة الأكثر تعرضًا لانتهاكات الاحتلال والمستوطنين، سواء من خلال الاعتقالات أو إطلاق النار أو الدهس المتعمد كما حدث مع طفلة السموع.
ففي السنوات الأخيرة، وثّقت مؤسسات حقوق الإنسان عشرات الحوادث التي أودت بحياة أطفال أبرياء أو تسببت لهم بإعاقات دائمة، ما يجعل من الطفولة الفلسطينية عنوانًا لمعاناة مستمرة.
أبعاد سياسية وإنسانية
تأتي هذه الجريمة في وقت يتصاعد فيه التوتر في الضفة الغربية نتيجة استمرار الاقتحامات العسكرية الإسرائيلية للمدن والبلدات الفلسطينية، إلى جانب التوسع الاستيطاني غير القانوني.
ويرى محللون أن مثل هذه الاعتداءات ليست مجرد أفعال فردية، بل هي جزء من منهجية احتلالية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم عبر نشر الرعب والخوف.
موقف المجتمع الدولي
رغم التنديدات المتكررة من منظمات حقوق الإنسان، إلا أن المجتمع الدولي يكتفي غالبًا ببيانات قلق دون اتخاذ إجراءات عملية لوقف هذه الجرائم. الأمر الذي يعتبره الفلسطينيون وصمة عار وسببًا رئيسيًا في استمرار الانتهاكات.
وطالبت السلطة الفلسطينية في مناسبات عدة بضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال الذين يُستهدفون بشكل متكرر، إلا أن الاستجابة الدولية لا تزال محدودة.
دعوات للتضامن والتحرك
أطلقت مؤسسات المجتمع المدني دعوات عاجلة للتضامن مع ضحايا الاعتداءات، مؤكدين أن ما يجري في السموع والخليل وسائر مدن الضفة الغربية يتطلب تحركًا فاعلًا من المجتمع الدولي لوقف جرائم الاحتلال والمستوطنين.
كما شدد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي على ضرورة توثيق مثل هذه الحوادث ونشرها على نطاق واسع، لتكون شاهدًا حيًا على ما يتعرض له الفلسطينيون يوميًا من ظلم واضطهاد.
إن حادثة دهس الطفلة الفلسطينية في بلدة السموع جنوب الخليل تمثل جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال والمستوطنين المليء بالانتهاكات، وتعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل غياب العدالة الدولية.
.jpeg)








