-
℃ 11 تركيا
-
7 سبتمبر 2025
عاجل | أردوغان يؤكد لبزشكيان أهمية مضي إيران قدما في مفاوضات البرنامج النووي ودعم أنقرة لطهران
البرنامج النووي الإيراني.. ملف ساخن
عاجل | أردوغان يؤكد لبزشكيان أهمية مضي إيران قدما في مفاوضات البرنامج النووي ودعم أنقرة لطهران
-
1 سبتمبر 2025, 1:33:34 م
-
426
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أردوغان
محمد خميس
في تطور دبلوماسي بارز بالمنطقة، نقلت وكالة الأناضول التركية عن الرئيس رجب طيب أردوغان تأكيده على أهمية استمرار إيران في المضي قدمًا بمفاوضات البرنامج النووي، معبرًا عن دعم أنقرة لطهران في هذا الملف الحساس الذي يحظى بمتابعة دولية مكثفة.
لقاء أردوغان وبزشكيان
جاءت هذه التصريحات خلال لقاء جمع الرئيس أردوغان بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، حيث بحثا عددًا من الملفات المشتركة، على رأسها التعاون الثنائي والعلاقات الاقتصادية، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية.
وأكد أردوغان أن تركيا ترى ضرورة إيجاد حل دبلوماسي وسلمي لملف البرنامج النووي الإيراني، بما يضمن أمن المنطقة واستقرارها، ويعزز في الوقت ذاته حقوق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
البرنامج النووي الإيراني.. ملف ساخن
يُعتبر البرنامج النووي الإيراني من أبرز الملفات التي تشغل الساحة الدولية منذ سنوات. فقد دخلت طهران في مفاوضات مطولة مع القوى الكبرى في إطار الاتفاق النووي الموقع عام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، قبل أن ينهار الاتفاق جزئيًا بعد انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018.
ومع عودة التوترات، تحاول إيران إعادة ترتيب أوراقها من خلال التقارب مع حلفائها الإقليميين ومن بينهم تركيا، التي تؤكد باستمرار على حق طهران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مع ضرورة التزامها بالشفافية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الموقف التركي: دعم مشروط بالتوازن
يرى محللون أن الموقف التركي يتسم بقدر كبير من المرونة والبراغماتية، فأنقرة تدعم حق إيران في تطوير برنامجها النووي للأغراض السلمية، لكنها في الوقت ذاته تدعو إلى الحوار والدبلوماسية كخيار وحيد لتفادي أي تصعيد عسكري في المنطقة.
كما تحرص تركيا على لعب دور الوسيط بين إيران والقوى الغربية، مستفيدة من موقعها الجيوسياسي وعلاقاتها المتشابكة مع جميع الأطراف.
رسائل أردوغان السياسية
من خلال تأكيده على دعم أنقرة لإيران، يبعث أردوغان بعدة رسائل مهمة:
إلى إيران: أن تركيا تقف إلى جانبها في مواجهة الضغوط الدولية.
إلى الغرب: أن أنقرة قادرة على لعب دور محوري في تقريب وجهات النظر.
إلى الداخل التركي: تعزيز صورة تركيا كقوة إقليمية مؤثرة تدافع عن مصالح المنطقة.
التعاون الاقتصادي بين تركيا وإيران
بعيدًا عن الملف النووي، يشهد التعاون الاقتصادي بين أنقرة وطهران نموًا ملحوظًا. إذ تسعى الدولتان إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى مستويات قياسية، رغم التحديات المرتبطة بالعقوبات الدولية المفروضة على إيران.
وتشمل مجالات التعاون قطاعات الطاقة والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى الاستثمارات المشتركة في مجالات النقل والتكنولوجيا.
إيران والبرنامج النووي.. بين الطموح والقيود
تؤكد إيران باستمرار أن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية بحتة، وأنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، فيما تبدي القوى الغربية قلقًا متزايدًا من ارتفاع مستويات تخصيب اليورانيوم.
ويُجمع خبراء أن استمرار المفاوضات ووجود وسطاء إقليميين مثل تركيا قد يسهم في تقليص فجوة الثقة بين إيران والغرب، ويفتح المجال أمام اتفاق جديد يوازن بين مصالح جميع الأطراف.
انعكاسات إقليمية
إن موقف أردوغان الداعم لإيران في مفاوضات البرنامج النووي يعكس تحولات في موازين القوى الإقليمية. فالشرق الأوسط يشهد اليوم تقاربًا تركيًا – إيرانيًا في ملفات متعددة، من بينها التعاون في قضايا الطاقة والأمن الإقليمي.
كما أن هذا الموقف يعزز فكرة تعدد الأقطاب في المنطقة، حيث لم تعد الولايات المتحدة والقوى الأوروبية اللاعب الوحيد، بل دخلت دول مثل تركيا وروسيا على خط التأثير المباشر في مسار الأحداث.
الموقف الدولي من تصريحات أردوغان
يرى مراقبون أن تصريحات أردوغان ستثير ردود فعل متباينة على الساحة الدولية. فبينما سترحب طهران بهذا الدعم، قد تبدي بعض العواصم الغربية تحفظًا، خصوصًا في ظل توتر العلاقات بين تركيا وبعض الدول الأوروبية بسبب ملفات سياسية وأمنية أخرى.
ومع ذلك، من المرجح أن تحاول الدول الغربية الاستفادة من الدور التركي كوسيط، بدلًا من الدخول في مواجهة مباشرة مع أنقرة.
تركيا كجسر إقليمي
لا شك أن أنقرة تحاول من خلال هذه المواقف تأكيد نفسها كـ"جسر" بين الشرق والغرب، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع إيران من جهة، ومع الغرب من جهة أخرى.
ويعتبر هذا الدور جزءًا من استراتيجية السياسة الخارجية التركية، التي تهدف إلى تعزيز نفوذها الإقليمي والدولي عبر لعب دور الوسيط في الملفات المعقدة.
التحديات المقبلة
رغم الدعم التركي، تواجه إيران تحديات كبيرة في مسار مفاوضاتها النووية، أبرزها:
العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
الضغوط الغربية لإيقاف تخصيب اليورانيوم عند نسب معينة.
الانقسام الدولي بشأن كيفية التعامل مع طهران.
ومن هنا يبرز الدور التركي كعامل مساعد، لكنه ليس كافيًا بمفرده لحل جميع الإشكالات القائمة.










