عدد الأطفال المتأثرين

عاجل | اليونيسف: 450 ألف طفل في غزة يعانون من صدمات نفسية وإرهاق بعد عامين من الحرب المتواصلة

profile
  • clock 14 سبتمبر 2025, 1:52:36 م
  • eye 426
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف اليوم، أن نحو 450 ألف طفل في قطاع غزة يعانون من صدمات نفسية وإرهاق شديد نتيجة الحرب المستمرة التي تعصف بالقطاع منذ أكثر من عامين. وأكدت المنظمة أن الأطفال يشكلون نسبة كبيرة من السكان الذين يعانون من آثار النزاع المستمر، ما يجعلهم عرضة لمخاطر كبيرة على صحتهم النفسية والاجتماعية.

آثار الحرب على الأطفال في غزة

قالت اليونيسف في بيان رسمي: "نحن نشهد مستوى غير مسبوق من الصدمات النفسية بين الأطفال في غزة، بما يشمل الخوف المستمر، فقدان الشعور بالأمان، واضطرابات النوم والتعلم." وأضافت المنظمة أن هذه الصدمات النفسية تؤثر بشكل مباشر على قدرة الأطفال على التعلم والتفاعل الاجتماعي، وقد تؤدي إلى مشكلات سلوكية طويلة الأمد إذا لم يتم التدخل العاجل.

كما أشار البيان إلى أن الأطفال في مناطق النزاع يعانون من إرهاق شديد بسبب التهديد المستمر للأمن والسلامة، ونقص الوصول إلى المرافق الأساسية مثل المدارس والمستشفيات والمناطق الآمنة للعب والنمو.

عدد الأطفال المتأثرين

تقدر اليونيسف أن 450 ألف طفل في غزة يعانون من صدمات نفسية وإرهاق شديد، ويشكل هذا الرقم حوالي نصف الأطفال الذين يعيشون في القطاع. وأوضحت المنظمة أن هؤلاء الأطفال بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي عاجل للتخفيف من تأثيرات الحرب عليهم، بما في ذلك برامج الدعم النفسي في المدارس والمراكز المجتمعية.

وتؤكد اليونيسف أن الضغط النفسي المستمر على الأطفال قد يؤدي إلى ظهور مشكلات طويلة الأمد مثل الاكتئاب، القلق المزمن، صعوبات التعلم، وفقدان الأمل في المستقبل.

التحديات في تقديم الدعم النفسي

تشير اليونيسف إلى أن تقديم الدعم النفسي للأطفال في غزة يواجه تحديات كبيرة بسبب الحصار المستمر، تدمير البنية التحتية، ونقص الموارد البشرية المؤهلة في مجال الصحة النفسية. وأضافت المنظمة أن هناك حاجة إلى برامج شاملة ومستدامة لدعم الأطفال والأسر المتضررة، تتضمن تأهيل الكوادر المحلية وتوفير الموارد الضرورية.

ومن بين أبرز الصعوبات التي تواجهها الفرق الإنسانية، عدم القدرة على الوصول إلى جميع المناطق المتضررة بسبب القيود الأمنية، مما يجعل بعض الأطفال الأكثر احتياجًا خارج نطاق الدعم المباشر.

أهمية التدخل العاجل

حذرت اليونيسف من أن تأجيل التدخل النفسي والاجتماعي للأطفال قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وظهور مشاكل نفسية طويلة الأمد قد تمتد إلى مرحلة البلوغ. وأشارت إلى أن الاستثمار في برامج الصحة النفسية للأطفال ليس فقط ضرورة إنسانية، بل أيضًا استثمارًا في مستقبل المجتمع، حيث أن الأطفال هم العنصر الأساسي لبناء مستقبل مستقر وسلمي.

وأكدت المنظمة أن الدعم النفسي للأطفال في غزة يجب أن يكون متكاملًا، يشمل الأسرة، المدرسة، والمجتمع المحلي، لضمان استعادة الأطفال لشعورهم بالأمان والاستقرار النفسي.

قصص حية من غزة

في حديث مع بعض الأطفال المتأثرين بالصراع، قالت طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات: "أخاف من كل صوت انفجار، ولا أستطيع النوم في الليل. المدرسة أصبحت صعبة جدًا لأنني لا أستطيع التركيز."

كما أشار أحد المعلمين في مدرسة محلية: "نحاول تقديم الدعم النفسي للأطفال، لكن عددهم كبير جدًا والموارد محدودة، ونشعر بالعجز أحيانًا."

دور المجتمع الدولي

شددت اليونيسف على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لتقديم المساعدة الطارئة للأطفال في غزة، بما في ذلك توفير الدعم النفسي، الغذائي، والتعليم الأساسي. كما دعت إلى إنهاء الحصار وفتح الممرات الإنسانية لضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومستمر إلى جميع الأطفال المتضررين.

وأكدت المنظمة أن الأطفال هم أكبر المتضررين من الصراع المستمر، وأن حماية حقوقهم النفسية والتعليمية والاجتماعية يجب أن تكون أولوية على المستويات المحلية والدولية.

الاستجابة الإنسانية الحالية

تشمل الاستجابة الإنسانية الحالية توفير خدمات دعم نفسي للأطفال في المدارس والمراكز المجتمعية، إلى جانب برامج توعية للأهالي والمعلمين حول كيفية التعامل مع الصدمات النفسية. كما تعمل بعض المنظمات المحلية على تقديم أنشطة ترفيهية وتعليمية للأطفال لمساعدتهم على تجاوز الصدمات وتحسين حالتهم النفسية.

إلا أن اليونيسف تؤكد أن هذه الجهود ليست كافية أمام حجم الأزمة، وتحتاج إلى توسيع نطاق التدخلات لتشمل جميع الأطفال المتأثرين.

دعوة عاجلة للتحرك

في ختام البيان، دعت اليونيسف إلى تحرك عاجل لإنقاذ الأطفال في غزة من تداعيات الحرب النفسية والاجتماعية، مشددة على أهمية توفير الموارد والدعم النفسي الشامل لهم. وأكدت أن استمرار النزاع دون تدخل فعال سيترك آثارًا نفسية دائمة على جيل كامل من الأطفال، ما يهدد استقرار المجتمع في المستقبل.

التعليقات (0)