-
℃ 11 تركيا
-
6 أغسطس 2025
صدام بين قادة جيش الاحتلال حول "سياسة" قصف غزة: اتهامات بعدم المهنية ومخاوف من الإخفاق الكامل
صدام بين قادة جيش الاحتلال حول "سياسة" قصف غزة: اتهامات بعدم المهنية ومخاوف من الإخفاق الكامل
-
6 أغسطس 2025, 10:36:35 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متابعة: عمرو المصري
شهدت هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب، خلال الأسبوع الماضي، خلافًا غير مسبوق بين قائد سلاح الجو وقائد القيادة الجنوبية، على خلفية تصاعد التوتر بشأن سياسة القصف الجوي في قطاع غزة، وتزايد الانتقادات الداخلية لفشل الحملة البرية الممتدة منذ شهور، والتي لم تحقق أهدافها المعلنة، وفي مقدمتها الضغط على المقاومة الفلسطينية لإتمام صفقة تبادل أسرى، وفقا لما كشفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
صدام داخل غرفة القيادة
ووفق “يديعوت”، جاءت هذه المواجهة الحادة، التي تحولت إلى نقاش صاخب بين جنرالات الجيش، أثناء جلسة تقييم عبر الفيديو شارك فيها اللواء يانيف عسور، قائد القيادة الجنوبية، من مقره في بئر السبع. وطالب عسور، خلال الاجتماع، بأن يكفّ قائد سلاح الجو اللواء تومر بار عن التدخل في قرارات القيادة الميدانية بشأن الأهداف الجوية المقترحة، والتوقف عن إلغاء قرارات الهجوم التي تتخذها القيادة الجنوبية.
مصادر متعددة أكدت أن الاجتماع خرج عن السيطرة، بعد أن اتهم بار القيادة الجنوبية بأنها تطلب تنفيذ "ضربات غير مهنية"، وهو ما أثار غضب عسور، الذي قال بصوت مرتفع: "أنتم في تل أبيب مفصولون تمامًا عن الواقع الميداني".
عند هذه النقطة، تدخل رئيس أركان الجيش إيال زامير، ووبّخ عسور على نبرته الحادة، مؤكدًا أن "هذا الأسلوب غير مقبول".
نتائج باهتة للعملية البرية
الخلاف بين القيادتين يُخفي وراءه حالة من الإحباط المتزايد داخل المؤسسة العسكرية بشأن نتائج ما تُسمى عملية "عربات جدعون"، وهي الاسم الجديد للعدوان وحرب الإبادة على غزة، بعدما كانت تسمى بـ"السيوف الحديدية". فرغم مرور شهور على بدء الاجتياح البري، لم تحقق القوات المحتلة أي تقدم حاسم، ولم تنجح في إجبار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على تقديم تنازلات في ملف الأسرى.
وقد بدأت العملية، في بدايتها، بضربة جوية مفاجئة استشهد فيها عدد من قادة "حماس"، لكنها، أسفرت أيضًا عن استشهاد مئات المدنيين من بينهم نساء وأطفال، ما أثار موجة إدانات دولية متزايدة، وأدى إلى تقويض ما تبقى من دعم خارجي للعدوان الإسرائيلي.
تغيّر قواعد الاشتباك وتضخم الكلفة
في تصريح لأحد المسؤولين الأمنيين المشاركين، أوضح أن الضربات التي تطالب بها القيادة الجنوبية لا تندرج تحت ما يُعرف بالدعم الجوي القريب للقوات الميدانية، بل إنها تستهدف عناصر منخفضي المستوى في "حماس"، رغم الكلفة البشرية الهائلة لهذه الضربات.
وأضاف:
"لقد تم تعديل تعريفات الأضرار الجانبية المقبولة، بطريقة جعلت الضرر أكبر من الفائدة... ما نشهده الآن ليس كما في الشهور الأولى للحرب، لقد تغيّرت المرحلة بالكامل".
عزلة عسور ورفض داخلي متصاعد
بحسب تقارير عسكرية، فإن اللواء عسور، الذي تولى منصبه بعد استقالة سلفه يِرون فينكلمان على خلفية إخفاقات 7 أكتوبر، دخل في صدامات متكررة خلال الأشهر الماضية مع كبار الضباط في شُعب العمليات وأفرع الجيش الأخرى، ما دفع بعضهم إلى تقليص التواصل المهني معه إلى الحد الأدنى.
يأتي ذلك في وقت يواجه فيه جيش الاحتلال انتقادات لاذعة من داخل صفوفه بسبب استمرار العملية البرية التي يعتبرها كثيرون بلا جدوى، في ظل عدم تحقيق أي اختراق ميداني، واستنزاف القوات، وتآكل الروح المعنوية للجنود.
وقال ضابط احتياط لوسائل الإعلام: "لا توجد مناورة حقيقية. الجنود مرهقون. والعدو بات يشعر بضعفنا، ويهاجم".
التعتيم الإعلامي والسيطرة السياسية
الجدير بالذكر أن التوتر زاد أيضًا بسبب تعليمات المستوى السياسي، وعلى رأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتقليص التغطية الإعلامية للعمليات داخل غزة، في محاولة للسيطرة على الرأي العام.
وفي هذا السياق، بات من المنتظر أن يضطر كل من عسور وبار إلى وضع خطة عملياتية جديدة بعد فشل المسار التفاوضي في ملف الأسرى.
أزمة قيادة وتضارب استراتيجي
ضابط كبير شهد الاجتماع قال: "لم يحدث من قبل أن نشهد مواجهة بهذا الحدّة بين جنرالات هيئة الأركان"، مضيفًا أن النقاشات في الجيش لطالما شهدت خلافات، لكن "هذا كان شخصيًا وخطيرًا، وكان لا بد من تدخل رئيس الأركان لوقف التصعيد".
وحتى الآن، لم تُعلّق قيادة جيش الاحتلال رسميًا على تفاصيل هذه المواجهة، رغم تأكيدها للواقعة، وسط تساؤلات متزايدة عن الجهة التي ستقود المرحلة المقبلة، في ظل تصاعد الانقسام داخل المؤسسة العسكرية وانعدام أي أفق سياسي أو ميداني للحرب.









